تحدياتٌ ومكافآت
تحدياتٌ ومكافآت
القضايا الفكرية ليست هي المهمة فقط حين نتحدث عن مهنة البحث العلمي، وإنما هناك العديد من الأمور الشخصية التي تستحق اهتمامًا ويمكن أن تشكل تحديات كبيرة للباحثين.
الباحثون على اختلاف أماكن عملهم ومواقعهم الوظيفية يجمعهم استمتاعهم بعملهم وطموحهم ونشاطهم، ولكن ثمة اختلافات كثيرة بينهم وتنوع ينبغي للمجتمع العلمي أن يحسن استيعابه لأهميته في تقدُّم المجال وأن يبتعد عن العنصرية، وينبغي للباحث أن يكون مستعدًّا للتعامل معه في تفاعله مع الآخرين، وأن يستحضره في اختياره للمعمل الذي سيعمل فيه ولمشرفه متذكِّرًا أن علاقته به من أهم علاقاته المهنية، إذ يمكنه أن يفتح له أبوابًا علمية بحثية كثيرة.
ويواجه الباحثون -وبخاصة الناشئين- تحدِّيًا في تقدير النفس حين يرون آخرين يبدون أكثر نشاطًا وثقةً في جوٍ تنافسي، وحل ذلك في أن يكون للمرء تقييم موضوعي لقدراته مع تصنيفه لقدرات منافسيه واهتمام بالترويج الذاتي لنفسه.
ولا ننسى أن هذه المهنة تحتاج من الباحثين أن يُكرِّسوا جُلَّ وقتهم وليس فقط أوقات العمل الرسمية إلا لمن ليس طموحًا ولا مبادرًا ولا يريد أن يلومه أحد، ولا يُحتمل أن يصل أحد إلى النجاحِ إن لم يدفع ضرائبه.
وعلى ذكر النجاح، ما المكافآت التي يحصل عليها الباحث الناجح؟ البحث العلمي ليس طريقك للثراء، إنه أمر ممكن لكنه صعبٌ مع امتلاك المؤسسات العلمية لبراءات اختراع باحثيها، ومع مكافآت مادية متواضعة، لكن هناك حرية ذهنية لا تُقدر بثمن وجدول عمل مرن وبيئة مشجعة وحرية في اختيار مكان العمل والعيش، وأيضًا يمتلك الباحثون حق الملكية الفكرية الذي يمكن أن يُروِّج له تجاريًّا بطرق مختلفة، ويمكن ألا يكون ربحًا ماديًّا دائمًا لكنه مكافأة مهمة وثمينة لعالم أمضى حياته في البحث والدراسة، وهناك نوع من الأمان في المهنة –وإن اختلفت درجته من مكانٍ لآخر- لثباتها واستمراريتها؛ فالأسئلة التي نبحث عن إجاباتها لن تنتهي غالبًا، كما أنها فرصة لتكوين صداقات رائعة وعلاقات مفيدة، وفرصة رائعة لمن يجدون سعادتهم ورضاهم في الإنجاز وفي التعلم والنمو مع التحديات الذهنية والفنية والشخصية والاجتماعية.
الفكرة من كتاب كيف تصبح باحثًا علميًّا متميزًا؟
هل أنت شخص مناسب للعمل في مهنة البحث العلمي؟ كيف تفكر كعالم؟ وكيف يتشابه العلم والفن؟ كيف تعرض مشروعك البحثي؟ وكيف هي علاقة العالِم بالمجتمع في عصرنا؟ ما التحديات والمكافآت التي تنتظر الباحثين؟ هذا ما نعرفه مع هذا الكتاب…
مؤلف كتاب كيف تصبح باحثًا علميًّا متميزًا؟
فيليب أ. شوارتزكروين، باحث وعالم أعصاب، رائد في مجال البحث العلمي بما له من خبرةٍ تزيد على 40 عامًا شارك خلالها في أكثر من 200 بحث علمي، نال درجاته العلمية من جامعتي هارفرد وستانفورد، ودرَّس في جامعة ستانفورد وجامعة واشنطن وجامعة كاليفورنيا – ديفيس، وأسَّس مركز علم الأعصاب بها، وتقلَّد مناصب علمية عديدة فكان رئيس الجمعية الأمريكية للصرع، وعضوًا في الاتحاد الدولي لمقاومة الصرع، ومحررًا مشاركًا للدورية العلمية الدولية في مجال النوبات العصبية، وقد فاز بعدد من الجوائز تقديرًا لإسهاماته البحثية.
معلومات عن المترجم:
محمد حماد هندي: حصل على بكالوريوس في العلوم والتربية من جامعة المنيا عام 1985، ثم حصل على ماجستير التربية من نفس الجامعة في عام 1989، ثم نال دكتوراه الفلسفة في التربية من جامعة ولاية ميشيغان بالولايات المتحدة عام 1997، درَّس في جامعة المنيا وجامعة أبوظبي وجامعة بني سويف، وهو حاليًّا عميد كلية التربية بجامعة بني سويف (2021).
من مؤلفاته: “التعلم النشط – اهتمام تربوي حديث قديم”، و”مهارات الدراسة والمذاكرة”، ومن ترجماته كتيب بعنوان “تبسيط العلوم”.