عرض مشروعك البحثي
عرض مشروعك البحثي
مهارة الباحث في الكتابة عن مشاريعه البحثية والحديث عنها مهمة جدًّا في بداياتها وتَتِمَتِها، فقبل بدء المشروع أو في خطواته الأولى نلاحظ أهمية المهارة في كتابة طلبات التمويل البحثي لأن منح التمويل تُشكل عنصرًا محوريًّا في عالم البحث العلمي، فمنها مرتبات العاملين عليه وتكاليف شراء المعدات المعملية والمواد والعينات المطلوبة وربما السفر وغير ذلك، وتتضمَّن طلبات التمويل عادةً معلومات عن الباحث المتقدِّم، وعن البيئة البحثية، والبحث المقترح بشكل بسيط وواضح ومقنع، وبخاصةٍ مع احتمالية عرضه على مراجعين من مجال مختلف مع ذكر أهداف البحث وإجراءاته والمشكلات التي يمكن أن يواجهها، وعن الميزانية المقترحة والتي ينبغي أن تكون واقعية. وعلى الباحثين اختيار هيئات تمويل تتوافق أهداف مشاريعهم مع أهدافها، وغالبًا يتعيَّن عليهم أن يعيدوا كتابة طلباتهم مرة واحدة على الأقل وفقًا لملاحظات المراجعين، ويمكن لهم أن يستفيدوا كثيرًا من خبرات الباحثين الأكبر سنًا إضافةً إلى الممارسة.
وحين تنتهي التجربة البحثية أو الدراسة، يتوقف نجاحُ المشروع على مهارة الباحث في كتابة ورقة بحثية أو تقرير بحثي مقنع يُبين نتائج عمله بمنهجية علمية، وللأوراق البحثية أشكال متقاربة في الدوريات العلمية المختلفة؛ عادةً تضم ملخَّصًا يوضح أهداف البحث وإجراءاته ونتائجه واستنتاجاته بصورةٍ مُركَّزة، ومقدمة تعرض أفكار البحث وأهميته في المجال من خلال خلفية تاريخية لموضوعه، ثم طريقة إجراء البحث، ثم عرض واضح للنتائج التجريبية تدعمها الجداول والرسوم التوضيحية، ثم مناقشةٌ نقدية مفسرةٌ لها مع بعض الاستنتاجات النهائية، وتُختتم بالمعلومات الإضافية مثل قائمة المراجع، وينبغي للباحث أن يحرص على ترتيب أفكاره وانسيابيتها وربطها، وأن تكون لغته صحيحة وواضحة وبسيطة سهل الفهم، مع تجنُّب اللهجة الذاتية، واطلاعٍ على الأبحاث المكتوبة في نفس المجال، وتكرارٍ للأفكار الأساسية الجديدة في بحثه، وبعد إتمام الكتابة يحين اختيار مكان النشر، فيختار الباحث دورية علمية تستهدف الباحثين في مجاله بعامل تأثير وعامل سمعة مرتفعين، مع مراعاة أسلوبها في عرض المعلومات والأشكال وسمعتها بالنسبة لعدالة التقييم.
وأضِف إلى الكتابة تقديم العروض والمحادثاتِ العلمية في المؤتمرات وغيرها كمهارةٍ مهمة للباحث لينشر أفكاره في المجتمع ويُثريها ويتصل مع باحثين في مجاله وفي مجالاتٍ أخرى.
الفكرة من كتاب كيف تصبح باحثًا علميًّا متميزًا؟
هل أنت شخص مناسب للعمل في مهنة البحث العلمي؟ كيف تفكر كعالم؟ وكيف يتشابه العلم والفن؟ كيف تعرض مشروعك البحثي؟ وكيف هي علاقة العالِم بالمجتمع في عصرنا؟ ما التحديات والمكافآت التي تنتظر الباحثين؟ هذا ما نعرفه مع هذا الكتاب…
مؤلف كتاب كيف تصبح باحثًا علميًّا متميزًا؟
فيليب أ. شوارتزكروين، باحث وعالم أعصاب، رائد في مجال البحث العلمي بما له من خبرةٍ تزيد على 40 عامًا شارك خلالها في أكثر من 200 بحث علمي، نال درجاته العلمية من جامعتي هارفرد وستانفورد، ودرَّس في جامعة ستانفورد وجامعة واشنطن وجامعة كاليفورنيا – ديفيس، وأسَّس مركز علم الأعصاب بها، وتقلَّد مناصب علمية عديدة فكان رئيس الجمعية الأمريكية للصرع، وعضوًا في الاتحاد الدولي لمقاومة الصرع، ومحررًا مشاركًا للدورية العلمية الدولية في مجال النوبات العصبية، وقد فاز بعدد من الجوائز تقديرًا لإسهاماته البحثية.
معلومات عن المترجم:
محمد حماد هندي: حصل على بكالوريوس في العلوم والتربية من جامعة المنيا عام 1985، ثم حصل على ماجستير التربية من نفس الجامعة في عام 1989، ثم نال دكتوراه الفلسفة في التربية من جامعة ولاية ميشيغان بالولايات المتحدة عام 1997، درَّس في جامعة المنيا وجامعة أبوظبي وجامعة بني سويف، وهو حاليًّا عميد كلية التربية بجامعة بني سويف (2021).
من مؤلفاته: “التعلم النشط – اهتمام تربوي حديث قديم”، و”مهارات الدراسة والمذاكرة”، ومن ترجماته كتيب بعنوان “تبسيط العلوم”.