أسباب مُعِينة على التدبر
أسباب مُعِينة على التدبر
يريد الله عز وجل لعباده جميعًا الخير، وإن أعظم هذا الخير وأكمله في كتابه الكريم، ولو تأملنا هذا الأمر نجد أنه حينما يُقبل المسلم على كتاب الله بكل كيانه يرجو صلاح الدنيا والآخرة بكل صدق ورجاء؛ يفتح الله له كل أبواب الطاعة والعبادة المعينة على استكمال الطريق إليه، فإن أثر القرآن في القلوب لا يوجد له نظير، تستبشر به النفوس، وتنشرح له الصدور.
إن إقبال العبد الصالح على القرآن وبلوغه السعي لتدبره حسن تدبر يقوم على أسباب تعينه، فمنها أسباب حسية ومعنوية أما الأسباب المعنوية فهي “تعظيم كلام الله سبحانه وتعالى”، وهذه من أهم وأنفع الأسباب نظرًا إلى عظمة المتكلم بها، أيضًا الإخلاص وهو تمام القلب وصلاح العمل، ومهما بذل الإنسان من جهد لن يفتح الله عليه في القرآن من غير الدعاء والخضوع بأن الأمر كله بيد الله سبحانه، ولقد كان لكثرة تلاوة القرآن ليلًا رابط قوي بين العبد الفقير وربه وأمر بها نبيه، قال الله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ قُمِ اللَّيْلَ إِلَّا قَلِيلًا﴾.
أما الأسباب الحسية فكانت لها ثلاثة مواضع مختلفة، أولها أمور مهمة تُفعل قبل القراءة تعين على تهيئة المسلم للتدبر، ومنها اختيار الوقت والمكان الملائمين، حيث يعين العقل والقلب على السكون والقدرة على الاستمداد من كنوز القرآن بعيدًا عن أي شواغل زمنية ومكانية، كما أن القرآن باب عظيم لكل مجتهد في تدبره، وأنه يفتح باب سيرة رسولنا الكريم (ﷺ) أعظم الخلق كأعظم العلم، كما يختم بالتدرج في مقام العلم وأخذ مقدار ما يناسب للفَهم والتدبر.
وهناك أمور أخرى تفعل وقت القراءة مثل طرح الأسئلة وحسن القراءة بترتيل وإتقان، والمُدارسة وهي من أعظم الأعمال وأنفعها، كما تكتمل المنفعة بالوقوف والتفاعل مع آيات الله واستشعار لغة الخطاب، أما الأمور التي تفعل بعد القراءة فتكمن في مصاحبة المصحف وقراءته يوميًّا، حتى يستطيع المسلم أن يربط القرآن بالواقع، كما أن التطلع لكتب التفسير المختلفة يساعد على توسيع دائرة العلم والطرح، والاستعانة بأهل العلم، كل هذه أمور مهمة معينة على تدبر كتاب الله.
الفكرة من كتاب مبادئ تدبُّر القرآن الكريم
أكرم الله أمة محمد (ﷺ) بالقرآن، رفعة لهم في الدنيا والآخرة، وأجرى على لسان رسوله الكريم أن طرفه بيد الله وطرفه بأيديكم، فإن التمسُّك به نجاة والإفلات مهلكة.
لكنْ تمسك المسلمون بالقرآن على فروع التلاوة والحفظ فقط، وفقدوا أهم الفروع وهو التدبُّر، وغاب عنهم وهو الفعل الحقيقي لتذوق معاني القرآن والعمل به، وفي هذا الكتاب يوضح الكاتب بداية طريق التدبر ليساعد على فهم القرآن الكريم والتمسك به.
مؤلف كتاب مبادئ تدبُّر القرآن الكريم
عبد المحسن بن زبن المطيري: أستاذ مساعد بقسم التفسير والحديث بكلية الشريعة والدراسات الإسلامية بجامعة الكويت، له العديد من المقالات والمؤلفات، ومن أهم مؤلفاته:
الأدلة الجلية على صدق خير البرية.
اليوم الآخر في القرآن الكريم والسنة النبوية.
دعاوى الطاعنين في القرآن الكريم في القرن الرابع عشر الهجري والرد عليها.