ما التدبر؟
ما التدبر؟
كثيرًا ما نجد مسلمين مقبلين على كتاب الله قارئين له من دون فَهم، مقبلين بأجساد من غير عقل عامل ولا قلب مفتوح، كما جاء في قوله تعالى: ﴿أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآن أَمْ عَلَى قُلُوب أَقْفَالهَا﴾، لقد ذكر الله سبحانه وتعالى فعلًا مهمًّا يجب أن يصاحب المسلم في قراءته للقرآن وهو التدبر، فهو فعل معين للمسلم على القرآن يظهر له من كنوزه الخفية ما يستطيع أن يلمس قلبه، ويغير من معايير وموازين صاحبه المقبل عليه ليخرج منه بغير ما دخل.
ولهذا فإن من أراد تذوق حلاوة القرآن يجب أن يدرك معنى التدبر، فالتدبر في اللغة قد ذكر فيه كثير من العلماء أقوالًا متعددة، ولكن أجمع أكثرهم أنه التفكر في الأمر أو الشيء لاستنباط المقصد، أما معناه في الاصطلاح فيعني “عميق التفكر في معاني القرآن، والنظر في العواقب والمآلات القلبية والعلمية لمعاني القرآن”.
وتقوم رحلة تدبر القرآن الكريم وفهمه على عنصرين؛ العنصر الأول وهو النظري ويقوم على الوقوف مع الآيات والتفكر فيها، ويرتبط هذا العنصر بالتفسير والاستنباط، أما العنصر الثاني فهو العنصر العملي إذ يقوم على إدراك المعنى النظري، فإن فهم المعنى يؤدي إلى العمل وهذا العمل هو نتاج التفاعل العقلي والقلبي مع الآيات، الذي يتمثل في العظة والتذكر عند ذكر آيات ضرب الأمثال والنار، والطمأنينة والسكون عند ذكر آيات النعيم والجنة.
وبالرغم من اتصال التدبر بالتفسير، فإن هناك فرقًا واضحًا بينهما، إذ يقوم التفسير على بيان وإيضاح المعاني والألفاظ، أما التدبر كما ذكر فيقوم على تأثر القلب والتفكر العميق في معاني كلام الله تعالى، ومن هنا ندرك أن أثر القرآن وهديه يشعر به كل من تفاعل مع الآيات، إذ إن للقرآن روحًا وهي المعاني، وأنه لا ينبغي أن ينشغل المسلم بالمعاني، ويتغافل عن التفاعل والتفكر في ما وراء المعاني.
الفكرة من كتاب مبادئ تدبُّر القرآن الكريم
أكرم الله أمة محمد (ﷺ) بالقرآن، رفعة لهم في الدنيا والآخرة، وأجرى على لسان رسوله الكريم أن طرفه بيد الله وطرفه بأيديكم، فإن التمسُّك به نجاة والإفلات مهلكة.
لكنْ تمسك المسلمون بالقرآن على فروع التلاوة والحفظ فقط، وفقدوا أهم الفروع وهو التدبُّر، وغاب عنهم وهو الفعل الحقيقي لتذوق معاني القرآن والعمل به، وفي هذا الكتاب يوضح الكاتب بداية طريق التدبر ليساعد على فهم القرآن الكريم والتمسك به.
مؤلف كتاب مبادئ تدبُّر القرآن الكريم
عبد المحسن بن زبن المطيري: أستاذ مساعد بقسم التفسير والحديث بكلية الشريعة والدراسات الإسلامية بجامعة الكويت، له العديد من المقالات والمؤلفات، ومن أهم مؤلفاته:
الأدلة الجلية على صدق خير البرية.
اليوم الآخر في القرآن الكريم والسنة النبوية.
دعاوى الطاعنين في القرآن الكريم في القرن الرابع عشر الهجري والرد عليها.