دورٌ لأمة كاملة
دورٌ لأمة كاملة
من الأمور التي شرَّع لها الإسلام لصلاح المجتمع هو الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، حتى يكون المسلمون خير عون لبعضهم ليصلحوا دينهم ودنياهم، لذا التركيز على العلماء في القُرآن والسنة ظهر بعدد من الصور، وقد عرف السلف خطورة هذه المهمة وأهميتها. يقول تعالى: ﴿لَوْلَا يَنْهَاهُمُ الرَّبَّانِيُّونَ وَالْأَحْبَارُ عَن قَوْلِهِمُ الْإِثْمَ وَأَكْلِهِمُ السُّحْتَ ۚ لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَصْنَعُونَ﴾، وعن هذه الآية يقول الضحَّاك (رحمه الله): “ما في القُرآن آية أخوف عندي منها، ألَّا ننهى!”، فحينما يفسد العلماء ولا ينصحون الناس يبدأ الفساد بالتوُّغل.
فالعالم العارف بالله وبكتابه الكريم حين يقرأ الآيات التي فيها من التوبيخ الشديد حين يتوَّقف العلماء عن دورهم يعود دومًا إلى الله بالتوبة والإخلاص، ثم يتوكل على الله في دعوته، ويحاول أن يتجنَّب كل ما قد يرفع العلم من صدره، فإن الطمع والرغبة فيما عند الناس هو من الأمور التي تجعل الإنسان ينقلب على عقبيه.
بالإضافة إلى الدور الكبير على المصلح في أن يتحرَّى صحة النصيحة، وأن تتفق مع كتاب الله وسنة رسوله (صلى الله عليه وسلم)، فلا يأتي بالبدع والخرافات التي ليس لها علاقة بالدين، وذلك لأن المصلح والعالم لهما دور كبير في بناء الوعي وضبط المفاهيم لدى الناس، لذا ضرب الله لنا الأمثال في القرآن الكريم وكيف ضلَّ الناس حين انتشرت البدعة، ففي قصَّة السامري يقول الله تعالى: ﴿إِنَّ الَّذِينَ اتَّخَذُوا الْعِجْلَ سَيَنَالُهُمْ غَضَبٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَذِلَّةٌ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ۚ وَكَذَٰلِكَ نَجْزِي الْمُفْتَرِينَ﴾، وفي هذه الآية يُعلِّق سفيان بن عيينة (رحمه الله) بقوله: “كل صاحب بدعةٍ ذليل”، وهذا الفهم للآية فهم عميق، ممتد على تاريخ البشرية.
لذا كان ولا بدَّ على هذه الأمة أن تسعى لإصلاح نفسها وإصلاح غيرها، أن تأخذ بأيدي الناس إلى الجنَّة، يقول الله تعالى ﴿وَمَا كَانَ رَبُّكَ لِيُهْلِكَ الْقُرَى بِظُلْمٍ وَأَهْلُهَا مُصْلِحُونَ﴾، وسبيل ذلك هو الإخلاص وصدق الطلب من الله عز وجل، وذلك لأنه بالإخلاص يُسدد العبد ويوفق.
الفكرة من كتاب مشارق الآي
إن شروق الشمس على الأرض يبعث الدفء والنور، ويجعل القلوب مسرورة لرؤية هذا الجمال، وهذا الشروق الأرضي له أثره الطيب الملموس، فما بالنا بشروق سماوي على القلوب؟ ماذا يحدث للقلب إن أشرقت عليه آيات الله، ففهمها واستخلص معناها، كيف يكون الجلال الحاصل؟ حين تشرق الآيات في القلوب فإنها تشع بأنوارها على الجوارح، فيكون المسلم قُرآنيًّا سمتًا وسلوكًا، فيكون نعم العبد!
وفي كتاب “مشارق الآي” يُقدم لنا الدكتور عبد اللطيف التويجري بعض الإشراقات لآيات القُرآن الكريم، ليُدرك القلب أن الذي غاب عن القُرآن قد فاته مشارق كثيرة.
مؤلف كتاب مشارق الآي
عبد اللطيف بن عبد الله التويجري: كاتب وداعية سعودي، حصل على الدكتوراه من كلية أصول الدين من جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بالرياض، له عددٌ من المقالات التربوية والدعوية، بجانب العديد من الخُطب المسموعة.
ومن أبرز مؤلفاته:
قلائد الذكرى.
تدبر القرآن الكريم.
تتبع الرخص بين الشرع والواقع.