خصائص حضارتنا
خصائص حضارتنا
إن أول ما يميز هذه الحضارة الإسلامية دونًا عن سائر الحضارات الأخرى وما يؤهلها لقيادة البشرية، أنها حضارة إيمانية قامت على أساس الوحدانية المطلقة لله (سبحانه وتعالى)، هذه العقيدة الصافية كان لها أكبر الأثر في تحرير الناس من عبودية وطغيان الملوك ورجال الدين وتصحيح العلاقة بين الحاكمين والمحكومين.
ثاني ما يميِّز هذه الحضارة أنها إنسانية النزعة والهدف، جاءت للناس جميعًا، فلم تفرِّق بين عربي ولا أعجمي ولا بين أبيض ولا أسود، وجعلت معيار التفوق وأساس التفاضل بين الناس جميعًا هو التقوى، كما أنها ركزت على الجانب الأخلاقي في كل نظمها ومختلف ميادين أنشطتها في الحكم والعلم والتشريع والحرب والسلم، فراعت المبادئ الأخلاقية تشريعًا وتطبيقًا حتى تركت الحضارة الإسلامية آثارًا تستحق الإعجاب.
وهي حضارة تؤمن بالعلم في أصدق أصوله، خاطبت العقل والقلب معًا، فمن بين جدران المساجد في بغداد ودمشق والقاهرة وقرطبة وغرناطة، انطلقت أشعة العلم إلى أنحاء الدنيا قاطبة، وآخرًا وأخيرًا فإن ما يميز هذه الحضارة التسامح الديني، فما عرف فيها من التسامح الديني لم تعرفه أيُّ حضارة من الحضارات قامت على الدين والإيمان، وحسبنا أن نعرف بأنها حضارة أقامها دين واحد، ولكنها كانت للناس جميعًا.
الفكرة من كتاب من روائع حضارتنا
في هذا الكتاب يعرض المؤلف نماذج رائعة، وصورًا مشرقة لبعض روائع حضارتنا الإسلامية، وما امتازت به عن سائر الحضارات قاطبة، فما أسباب تميُّزها وقيامها وكيف كانت أخلاقنا الحربية؟ كالرفق بالحيوان، والمؤسسات الخيرية، والمكتبات والصروح العلمية، والعواصم والمدن الكبرى، فلننظر ولنتأمَّل في هذه الروائع عسى أن يخطَّ الجيل الجديد من أبناء هذه الأمة صفحات مشرقة في التاريخ، وأن يبعث الله في هذه الأمة من يجدِّد لها دينها وحضارتها.
مؤلف كتاب من روائع حضارتنا
الشيخ الدكتور مصطفى حسني السباعي: ولد في مدينة حمص بسوريا عام 1915، وقد نشأ في أسرة علمية واشتهر والده وأجداده بالخطابة في جامع حمص، تأثر بوالده الشيخ حسني السباعي الذي كانت له مواقف معروفة ضد الاستعمار الفرنسي، درس في الأزهر بمصر عام 1933، من مؤلفاته: “السنة ومكانتها في التشريع”، و”اشتراكية الإسلام”، و”عظماؤنا في التاريخ”، وغيرها من الكتب التي تجمع بين إقناع العقل وإمتاع القلب.