اللوبي الصهيوني
اللوبي الصهيوني
في اللقاء الأول الذي جمعهما خلال العام 1961، صرَّح جون كينيدي الرئيس الأمريكي في ذلك الوقت لبن غوريون –أول رئيس وزراء للكيان الصهيوني بعد ذلك– أنه مدين لليهود بانتخابه رئيسًا للولايات المتحدة الأمريكية، وأنه مستعد لفعل ما يطلبونه، ربما يلخِّص هذا المشهد تأثير جماعات الضغط اليهودية في المشهد السياسي الأمريكي، فعادةً ما يخطب جميع المرشحين ودَّ اليهود الأمريكيين قبيل أي ماراثون انتخابي، وذلك بسبب رغبتهم في الحصول على تمويل حملاتهم والتسويق السياسي لبرامجهم الانتخابية والاستعانة بالماكينة الإعلامية الضخمة التي يسيطر عليها اليهود للتأثير في الرأي العام الداخلي.
فضلًا عن الكتلة التصويتية للمواطنين اليهود أنفسهم وسيطرتهم بصورة أو بأخرى على وول ستريت وكبرى الشركات والمصارف الأمريكية التي تشكِّل رأس الحربة للاقتصاد الأمريكي، فاليهود في أمريكا رغم قلة أعدادهم فإن تأثيرهم قوي في مجريات السياسة الأمريكية، ومن هنا اكتسب اللوبي الصهيوني شهرته، فالقشة في حدِّ ذاتها نكرة لا وزن لها، لكن إذا كان بإمكانها أن تقسم ظهر البعير حينها سوف يُنظر إليها بنظرة مختلفة، لذا وطبقًا لاتفاق سياسات الرئيس الأمريكي مع المصالح الصهيونية في المنطقة يتم تلميع صورته ودعمه في الإعلام وتوجيه الرأي العام لصالحه بما يدعم بقاءه في السلطة لفترة رئاسية أخرى.
وكنتيجة مباشرة لذلك، كان على كل مرشح أمريكي أن يقدِّم فروض الطاعة والولاء للصهيونية العالمية وتتمثَّل تلك الفروض في ضمان أمن إسرائيل بصورة مطلقة، والعمل على ضمان التفوق النوعي لجيش الكيان الصهيوني في المنطقة وإمداده بأحدث العتاد العسكري، بالإضافة إلى دعم الاقتصاد الصهيوني وتوفير التمويل اللازم للحكومات الإسرائيلية المتعاقبة، والتعاون العلمي والتقني والتنسيق الأمني المتبادل، وظهرت معظم تلك الأشياء إبان حروب إسرائيل، وعلى الأخصِّ حرب أكتوبر 1973 –حرب يوم الغفران– حين أقامت الولايات المتحدة الأمريكية جسرًا جويًّا مباشرًا لمساندة إسرائيل.
الفكرة من كتاب الأساطير المؤسِّسة للسياسة الإسرائيلية
كيف تحولَّت فكرة قومية إلى حركة استعمارية تقوم على الرجعية والإرهاب لتفزع جيرانها من العرب وتحتل بعد ذلك من ترابهم المقدس ما تصل إليه الأقدام الدنسة لجنودها، مستبيحة القيام بالمذابح البشعة في حق الفلسطينيين من دير ياسين وكفر قاسم إلى يافا ومؤخرًا حي الشيخ جراح في غزة، فما هي تلك الصهيونية؟ وفي أيَّة ظروف تكوَّنت؟ وكيف استطاعت التعمية على مخططاتها؟ من هنا كانت أهمية هذا الكتاب، إذ ينسج الكاتب لوحة فنية من قماش الوقائع والأحداث للإجابة عن كل تلك الأسئلة، كما يسهب كذلك في الرد على معظم الحجج والمزاعم التي يثيرها صهاينة العصر الحديث في وسائل الإعلام المختلفة.
مؤلف كتاب الأساطير المؤسِّسة للسياسة الإسرائيلية
روجيه جارودي : فيلسوف وكاتب فرنسي، وُلد في 17 يوليو 1913 في فرنسا، حصل جارودي على درجة الدكتوراه الأولى سنة 1953 من جامعة السوربون عن النظرية المادية في المعرفة، ثم حصل على درجة الدكتوراه الثانية عن الحرية عام 1954 من جامعة موسكو، اعتنق الإسلام 1982، ونال جائزة الملك فيصل العالمية سنة 1985 عن خدمة الإسلام، كما حصل على الدكتوراه الفخرية من جامعة قونية في تركيا سنة 1995، وتوفي في 13 يونيو 2012.
له العديد من المؤلفات منها: “وعود الإسلام”، و”الإسلام يسكن مستقبلنا”، و”الإرهاب الغربي”، و”نحو حرب دينية”.
معلومات عن المترجم:
الدكتور محمد هشام: كاتب وشاعر، مدرس الأدب الإنجليزي في جامعة حلوان، بمصر، شارك في إعداد “موسوعة اليهود واليهودية والصهيونية” التي أشرف عليها الدكتور عبد الوهاب المسيري، وصدرت عام 1999، صدرت له عدة بحوث وترجمات في مجال الصراع العربي الصهيوني، منها: “الفلسطينيون عبر الخط الأخضر”، تأليف ألكسندر شولش وآخرين (1986)، كما صدرت له عدة ترجمات أدبية لعدد من الكتاب، من بينهم بابلو نيرودا، وإملي ديكنسون، ووليام بتلر ييتس، وماتسو باشو، وغيرهم.