محرقة الهولوكوست
محرقة الهولوكوست
الهولوكوست وما أدراك ما الهولوكوست! تلك المعضلة التاريخية الكبرى التي شكَّلت إحدى الذرائع الأيديولوجية لقيام دولة اليهود في فلسطين، والتي دأبت إسرائيل على الترويج لها والاستفادة منها أيما استفادة في ترويج أجندتها السياسية الخارجية، بل والحصول على تعويضات من بعض الدول العظمى، حيث يزعم الصهاينة أنهم تعرَّضوا لإبادة جماعية منظَّمة استهدفت إبادة جنسهم بشكل كامل على أيدي النظام النازي بقيادة هتلر إبان فترة الحرب العالمية الثانية عبر غرف الغاز والمحارق الجماعية.
ورغم رفضنا لكل أشكال العنف غير المبرر، فضلًا عن تأكيد حرمة الدماء بشكل عام، فإننا نتساءل: هل كان ثمة شعب يهودي منفصل في منطقة ما محدَّدة في ذلك الوقت، ومن ثمَّ حدثت لهم إبادة جماعية؟ بالطبع لا، فاليهود مشتَّتون بين العديد من المجتمعات، وكذلك فإن ممارسات النظام النازي ضدهم لا يصدق عليها وصف الإبادة الجماعية بشكل دقيق، لا سيما أن تلك الممارسات لم تستهدف اليهود وحدهم، بل امتدت لتشمل غيرهم أيضًا، نظرًا إلى اعتقاد النازيين حينها بتفوُّق العرق الآري على ما عداه، وبالتالي أحقيَّته بالسيادة على باقي الأعراق الأخرى.
وإذا تعرَّضنا لخسائر الحرب التي شملت نحو 50 مليون إنسان منهم 17 مليونًا من مواطني الاتحاد السوفييتي فقط! تصبح إذن الممارسات الهتلرية أقرب إلى كارثة إنسانية استهدفت البشرية جمعاء، وليست مجرد مذبحة استهدفت اليهود فقط، كما حدث مع الهنود الحمر في أمريكا، إذ تشير التقديرات إلى أنه تم إبادة نحو 60 مليونًا منهم، كذلك الأمر مع استعباد سكان أفريقيا ونقلهم إلى أمريكا التي أشارت بعض التقديرات إلى فناء ما يقرب من مائة مليون إلى مائتي مليون فرد فيها! بل حتى خلال نفس فترة الحرب العالمية الثانية تسبَّب نظام ستالين في إبادة ما يقرب من 20 مليونًا، فبأي منطق يتم التغاضي عن كل تلك الجرائم وتسليط الضوء فقط على استهداف هتلر لليهود؟ أو ليست كل الدماء سواء في الحرمة أم أن بعضها أكثر مساواة من البعض الآخر!
الفكرة من كتاب الأساطير المؤسِّسة للسياسة الإسرائيلية
كيف تحولَّت فكرة قومية إلى حركة استعمارية تقوم على الرجعية والإرهاب لتفزع جيرانها من العرب وتحتل بعد ذلك من ترابهم المقدس ما تصل إليه الأقدام الدنسة لجنودها، مستبيحة القيام بالمذابح البشعة في حق الفلسطينيين من دير ياسين وكفر قاسم إلى يافا ومؤخرًا حي الشيخ جراح في غزة، فما هي تلك الصهيونية؟ وفي أيَّة ظروف تكوَّنت؟ وكيف استطاعت التعمية على مخططاتها؟ من هنا كانت أهمية هذا الكتاب، إذ ينسج الكاتب لوحة فنية من قماش الوقائع والأحداث للإجابة عن كل تلك الأسئلة، كما يسهب كذلك في الرد على معظم الحجج والمزاعم التي يثيرها صهاينة العصر الحديث في وسائل الإعلام المختلفة.
مؤلف كتاب الأساطير المؤسِّسة للسياسة الإسرائيلية
روجيه جارودي : فيلسوف وكاتب فرنسي، وُلد في 17 يوليو 1913 في فرنسا، حصل جارودي على درجة الدكتوراه الأولى سنة 1953 من جامعة السوربون عن النظرية المادية في المعرفة، ثم حصل على درجة الدكتوراه الثانية عن الحرية عام 1954 من جامعة موسكو، اعتنق الإسلام 1982، ونال جائزة الملك فيصل العالمية سنة 1985 عن خدمة الإسلام، كما حصل على الدكتوراه الفخرية من جامعة قونية في تركيا سنة 1995، وتوفي في 13 يونيو 2012.
له العديد من المؤلفات منها: “وعود الإسلام”، و”الإسلام يسكن مستقبلنا”، و”الإرهاب الغربي”، و”نحو حرب دينية”.
معلومات عن المترجم:
الدكتور محمد هشام: كاتب وشاعر، مدرس الأدب الإنجليزي في جامعة حلوان، بمصر، شارك في إعداد “موسوعة اليهود واليهودية والصهيونية” التي أشرف عليها الدكتور عبد الوهاب المسيري، وصدرت عام 1999، صدرت له عدة بحوث وترجمات في مجال الصراع العربي الصهيوني، منها: “الفلسطينيون عبر الخط الأخضر”، تأليف ألكسندر شولش وآخرين (1986)، كما صدرت له عدة ترجمات أدبية لعدد من الكتاب، من بينهم بابلو نيرودا، وإملي ديكنسون، ووليام بتلر ييتس، وماتسو باشو، وغيرهم.