مفهوم الغفلة
مفهوم الغفلة
الغفلة في اللغة مصدر غَفَل يغفل غفولًا وغفلةً، وهي تدل على ترك الشيء سهوًا أو عمدًا، أما اصطلاحًا فهي تعني فقد الشعور بما حقه أن يشعر به أو ألا يخطر ذلك الشيء ببالك، وقد عرَّف “الغفلة” الراغب الأصفهاني قائلًا: “سهو يعتري الإنسان من قلة التحفظ والتيقُّظ”، فالغفلة داء عصيب قد يُصيب المرء في عمله أو دينه ودنياه حتى تنحدر قيمه ونفسه، وإن لم يُغالب هواه وصل إلى القاع بغير دراية، وتعد الغفلة من أفسد الأمراض التي تدخل على المسلم في دينه.
وقد جاء ذكر الغفلة والغافلين في القرآن الكريم والسُنة النبوية في عدة مواضع، منها قول الله تعالى محذرًا نبيه (صلى الله عليه وسلم) منهم: ﴿وَاذْكُرْ رَبَّكَ فِي نَفْسِكَ تَضَرُّعًا وَخِيفَةً وَدُونَ الْجَهْرِ مِنَ الْقَوْلِ بِالْغُدُوِّ وَالآصَالِ وَلا تَكُنْ مِنَ الْغَافِلِينَ﴾، ونهانا الله عز وجل عن مصاحبة أصحاب القلوب الغافلة فقال: ﴿وَلا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ﴾، ووصفهم بأنهم ممن طُبع على قلوبهم وسمعهم وأبصارهم وغفلوا عن الله، يقول تعالى: ﴿أُولَٰئِكَ الَّذِينَ طَبَعَ اللَّهُ عَلَىٰ قُلُوبِهِمْ وَسَمْعِهِمْ وَأَبْصَارِهِمْ ۖ وَأُولَٰئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ﴾.
وعن أبي سعيد قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): “يُجاءُ بالمَوْتِ يَومَ القِيامَةِ، كَأنَّهُ كَبْشٌ أمْلَحُ، فيُوقَفُ بيْنَ الجَنَّةِ والنَّارِ، فيُقالُ: يا أهْلَ الجَنَّةِ هلْ تَعْرِفُونَ هذا؟ فَيَشْرَئِبُّونَ ويَنْظُرُونَ ويقولونَ: نَعَمْ، هذا المَوْتُ، قالَ: ويُقالُ: يا أهْلَ النَّارِ هلْ تَعْرِفُونَ هذا؟ قالَ فَيَشْرَئِبُّونَ ويَنْظُرُونَ ويقولونَ: نَعَمْ، هذا المَوْتُ، قالَ فيُؤْمَرُ به فيُذْبَحُ، قالَ: ثُمَّ يُقالُ: يا أهْلَ الجَنَّةِ خُلُودٌ فلا مَوْتَ، ويا أهْلَ النَّارِ خُلُودٌ فلا مَوْتَ”، قال: ثم قرأ رسول الله (صلى الله عليه وسلم): ﴿وَأَنْذِرْهُمْ يَوْمَ الْحَسْرَةِ إِذْ قُضِيَ الْأَمْرُ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ وَهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ﴾، وأشار بيده إلى الدنيا.
الفكرة من كتاب الغفلة
تتسلل إلى الإنسان بطبيعة حياته مُنغصات قد تُعكر صفو حياته، فما بالك بدينه الذي يحاربه فيه شياطين الإنس والجن، فقد يتعرض المسلم لانتكاسات ومعوقات عديدة في رحلته بالحياة، ومن أفسد ما يدخل على قلب المسلم الغفلة، وقد يُغالبها الإنسان في أعماله بالمجاهدة والمُقاربة إذا اتبع أمر النبي (صلى الله عليه وسلم)، فعن السيدة عائشة (رضي الله عنها) أن النبي (صلى الله عليه وسلم) قال: “سَدِّدوا وقارِبوا واعلموا أنه لن يُدخِلَ أحدَكم عملُه الجنَّةَ، وأنَّ أحبَّ الأعمالِ إلى الله أدومُها وإن قَلَّ”، فالله عز وجل يحب من يجاهد في سبيله وإن قلت سُبله وجهده، ولا يترك نفسه لغفلاته ومُلهيات الحياة الدنيا.
وفي هذا الكتاب يعرض الكاتب تعريف الغفلة وأسبابها وكيف يعالجها المسلم.
مؤلف كتاب الغفلة
محمد صالح المُنجد: داعية سوري، تلقى تعليمه في المملكة العربية السعودية، ونال درجة البكالوريوس من جامعة الملك فهد للبترول والمعادن، توجه إلى الدعوة إلى الله، وعمل إمامًا وخطيبًا في المنطقة الشرقية، وله برامج عديدة دينية ودعوية، وهو مؤسس موقع الإسلام سؤال وجواب.
له عدة مؤلفات منها: “أربعون نصيحة لإصلاح البيوت”، و”أريد أن أتوب ولكن!”، و”شكاوى وحلول”، و”ظاهرة ضعف الإيمان”، و”أخطار تهدد البيوت”، و”سلسلة مفسدات القلوب”، و”سلسلة أعمال القلوب”.