الله أكبر
الله أكبر
تأتي البداية بــ”الله أكبر” بالفعل هذه المرة لا بالنداء فقط كالأذان، لتؤكِّد أنه بالفعل الله أكبر من كل شيء ومن حياتك نفسها، وإن ما يجب أن تفعله في حياتك -الصلاة وخارجها- هو ما يصادق هذا القول، أن تقدِّم الله على كل آخر سواء أكان هوًى أو بشرًا أو ثوابت أخرى، ويصاحب التقرير حركة اليد ليمتزج القول بالعمل والجهد، أي انتقال الشعار إلى أرض الواقع، ويكون اتجاه الحركة إلى أعلى ليذكِّرك أن واجبك رفع العالم إلى أعلى عبر البناء والتعمير، وستحتاج إلى الشعار نفسه واليدين حتمًا خارج الصلاة لتقرِّر نفس المبدأ عند اللزوم، ويتكرَّر القول عند كل انتقال في الصلاة، بين ركوع وسجود وقيام وقعود، وما تكرَّر تقرَّر.
بعد التكبير يأتي دعاء الاستفتاح الذي، وإن لم يكن ركنًا في الصلاة، فإنه يمثل حرفيًّا “طلب الفتح” كأن الصلاة نفسها فتح جديد على الناس والكون، ومن يؤديها يطلب الشروع في هذا الفتح، ولفظ الدعاء نفسه يعيدنا مرة أخرى إلى التجربة الإبراهيمية: “وجهت وجهي للذي فطر السماوات والأرض حنيفًا مسلمًا وما أنا من المشركين؛ إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين لا شريك له وبذلك أمرت وأنا أول المسلمين” ليحدِّد وجهتنا في رحلة الحياة المستمرة التي نتوقف فيها للصلاة من أجل تجديد العهد وضبط البوصلة التي يحدِّدها أيضًا الدعاء أنها للذي فطر السماوات والأرض، مع التقرير على أن الداعي ينأى بنفسه عن كل ميل أو انحراف ليكون حنيفًا مسلمًا، ويؤكد ذلك بنفي أن يكون من المشركين.
وفي الشق الثاني من الدعاء تتقدَّم الصلاة على كلٍّ من النسك والحياة والموت؛ صلاتك التي انتصبت لتؤديها، كل تضحياتك ودموعك وآلامك، وبصورة أعم حياتك كلها وما يجعلك مستمرًّا فيها، وأخيرًا بموتك الذي سيأتي على كل حال، كل ذلك يقرِّر الدعاء أنه لله وحده، فيبدأ الأمر بإخلاص الصلاة ثم ينتهي بإخلاص الموت، وما بينهما حياة طويلة يجب أن نحدث فيها الفارق.
الفكرة من كتاب ملكوت الواقع.. ممهدات وحوافز قبل الانطلاق
يهدف الكاتب إلى تناول المعاني الكامنة في الأذان، وتوقيتات الصلاة والوضوء والنية والتكبير ثم دعاء الاستفتاح، وعلاقة بعض أركان الصلاة بالتجربة الإبراهيمية الخالدة.
مؤلف كتاب ملكوت الواقع.. ممهدات وحوافز قبل الانطلاق
وُلِدَ أحمد خيري العمري في العراق عام 1970، وتخرج طبيبًا للأسنان، صدر له لأول مرة كتاب “البوصلة القرآنية” في العام 2003، ثم أتبعه بمؤلفات مهمة مثل “سيرة خليفة قادم”، و”استرداد عمر من السيرة إلى المسيرة” وغيرها، يحاول تقديم منهج منضبط يتجاوز الجمود الحادث وتفلُّت الموجات التجديدية.