هل تؤثر الشركات عابرة القومية في باقي القطاعات
هل تؤثر الشركات عابرة القومية في باقي القطاعات
الملابس ينفق عليها العالم مليارات الدولارات سنويًّا، وتحتاج إلى عمالة كثيفة، وتكنولوجيا بسيطة، وأغلبهم نساء، وتتزايد نسبة الحصول على القطن عالميًّا، ويحتاج القطن إلى الرش بالمبيدات الحشرية أكثر من أي محصول آخر، ويمكن للشركات عابرة القومية أن تستخدم الأقطان المعالجة بيولوجيًّا، ولكنها لا تعطي اهتمامًا لذلك.
الأحذية أيضًا تعتبر قطاعًا مهمًّا جدًّا، ويحتاج الكثير من الأيدي العاملة، ويتصدر لهذا السوق شركات عابرة القومية مثل نايكِ، وأديداس، وهاي تك، وبوما، وريبوك، كما يتم استغلال الأطفال في صناعة السجاجيد، وفي باكستان تقع الأطفال ضحايا لتسديد ديون أهاليهم ويقبضون أجرًا مقدمًا مقابل عمل أطفالهم ولا يسمح لهم بالمغادرة حتى ينتهوا من تسديد الدين بالكامل، وأكثرهم بنات تقل أعمارهم عن الخامسة عشرة، يتعرَّضون للاغتصاب على يد العمال الأكبر سنًّا.
لقطاع النفط أهمية بالغة بين اقتصادات العالم، وتلعب العديد من الشركات عابرة القومية دورًا مهمًّا، ويوجد تناقض كبير بين الدول التي تعمل بها مثل أنجولا التي تزداد فيها أعباء المعيشة، ويعمل في هذه الشركات السكان المحليون لكنهم يعملون طهاة وعمال نظافة وليس في الوظائف الإدارية، ورغم الثروة التي تمتلكها أنجولا فهي تقع بين أفقر 25 دولة في العالم من حيث الدخل، فهناك فساد في حكومة الدولة ويتم تسريب مليار دولار من كل 100 مليار دولار ولا يتم معرفة أين تذهب هذه الأموال.
ويشتكي سكان المناطق التي يقع فيها النفط بأنهم لم يحصلوا على شيء غير تدهور الوضع البيئي وجلب المشاكل المصاحبة من جريمة ودعارة، ففي الشركات يؤخذ النفط وتترك الكوارث وراءه ويعاني السكان من الخراب بالغابات.
الفكرة من كتاب نهب الفقراء
هذا الكتاب يفسِّر لنا بعض أسباب فقر الدول بشكل عام، ودول أفريقيا بشكل خاص، لوجود معظم الدول النامية فيها ولكثرة الشركات عابرة القوميات التي تأتي إلى بلدانها، ونتعرف معًا على هذه الشركات، ودورها في البلدان النامية وأهداف وجودها، وتبريرها بما تُنشَأ من أجله، وهو إقامة المشروعات التي تدَّعي أنها تعمل على تنمية هذه الدول، ولكن نجد من خلال هذا الكتاب أنها تقوم بنهب شعوب أفريقيا من خلال المشروعات التي تعمل عليها، فهي دائمة السعي وراء الأرباح والثروات الطبيعية والمعدنية التي توجد في أفريقيا، ويوضح الكاتب من خلال كتابه الأسباب وراء فقر دول أفريقيا، رغم أنها تمتلك ثرواتها وأراضيها، وسوف نعرض أهم النقاط التي جاء بها الكاتب لكي توضح لنا دور الشركات عابرة القومية في الدول الفقيرة.
مؤلف كتاب نهب الفقراء
جون ميدلي: ولد في 19 أبريل 1891 في أكسفورد، وتوفي عام 1862، وله العديد من المؤلفات والكتب منها: “العصر الذهبي” (1963)، و”الاندفاع إلى الثراء” (1971)، و”من صحارى الأنبياء يأتون” (1973)، و”جون موناش” (1982).