سبب وجود الشركات عابرة القومية في الدول الفقيرة
سبب وجود الشركات عابرة القومية في الدول الفقيرة
لانخفاض تكلفة الأجور والتشغيل بعكس الدول الأخرى، لا توجد في تلك البلدان نقابات عمالية منظمة، وليس هناك قوانين بيئية تطبَّق بشكل حازم، وهناك سهولة في تغير تسعير التحويلات، كما تقدم الحكومة إعفاءات ضريبية مؤقتة.
الموقع الجغرافي الذي تتميز به الكثير من الدول الأفريقية الفقيرة، وتمتعها بالمعادن والذهب والماس والنفط، والخصخصة التي تطبِّقها الدول النامية لجذب تلك الشركات من أجل الاستثمار، والخدمات التي تقدمها البلدان النامية مثل السياحة والتمويل والصيرفة ووجود المياه، كان له أثر مدمر في بنوك العالم النامي، إذ تحتاج البلدان النامية إلى الشركات، والسبب الرئيس والمركزي في ذلك هو الفقر، فرغم معرفة الدول بمدى الأضرار التي تنتج عن هذه الشركات، فإنها تعاني البطالة الحادة، والنقص في العملات الأجنبية، والديون، وتأتي الشركات بالثروة والأموال والمهارات لتجني العملة الأجنبية وتوفر فرص العمل، فتوافق الحكومات تحت ضغط الحاجة الاقتصادية الملحة، وقد تأتي أيضًا إلى الدول النامية عن طريق برامج الإصلاح والتكيُّف الهيكلي التابعة للبنك الدولي وصندوق النقد الدولي.
تعمل الشركات على استغلال بعض السلع والأوضاع المهيمنة دون اعتبار لاحتياجات المجتمعات التي تعمل فيها، ويدفع الناس الأشد فقر الثمن في أغلب الأحيان.
وهناك بعض الاتفاقيات كاتفاقية الجات التي تحد من صلاحيات الحكومات في الرقابة على أنشطة الشركات عابرة القومية، بل إنها تزيد من سلطة الشركات على حساب تلك الحكومات، وتخطئ الحكومات في اعتقادها الدائم بأن هذه الشركات يكون لديها جميع الحلول للمشاكل الصحية، ولكن كل ما يهمُّها هو تحقيق الأرباح بأقصى استفادة ممكنة على حساب صحَّة الناس في توفير أسعار الدواء بتكلفة عالية.
الفكرة من كتاب نهب الفقراء
هذا الكتاب يفسِّر لنا بعض أسباب فقر الدول بشكل عام، ودول أفريقيا بشكل خاص، لوجود معظم الدول النامية فيها ولكثرة الشركات عابرة القوميات التي تأتي إلى بلدانها، ونتعرف معًا على هذه الشركات، ودورها في البلدان النامية وأهداف وجودها، وتبريرها بما تُنشَأ من أجله، وهو إقامة المشروعات التي تدَّعي أنها تعمل على تنمية هذه الدول، ولكن نجد من خلال هذا الكتاب أنها تقوم بنهب شعوب أفريقيا من خلال المشروعات التي تعمل عليها، فهي دائمة السعي وراء الأرباح والثروات الطبيعية والمعدنية التي توجد في أفريقيا، ويوضح الكاتب من خلال كتابه الأسباب وراء فقر دول أفريقيا، رغم أنها تمتلك ثرواتها وأراضيها، وسوف نعرض أهم النقاط التي جاء بها الكاتب لكي توضح لنا دور الشركات عابرة القومية في الدول الفقيرة.
مؤلف كتاب نهب الفقراء
جون ميدلي: ولد في 19 أبريل 1891 في أكسفورد، وتوفي عام 1862، وله العديد من المؤلفات والكتب منها: “العصر الذهبي” (1963)، و”الاندفاع إلى الثراء” (1971)، و”من صحارى الأنبياء يأتون” (1973)، و”جون موناش” (1982).