دور الأسرة التربوي في مواجهة عولمة المرأة المسلمة

الأسرة بشكل عام هي جماعة تربطهم علاقة اجتماعية موحَّدة، لكن مفهوم الأسرة المسلمة أعمق كما لخَّصه عبد الرحمن الغامدي فقال: “هي جماعة اجتماعية إنسانية وأخلاقية وروحية، تتكوَّن أولًا من رجل وامرأة، وفي حالات أخرى امرأتين إلى أربع، يرتبطون برباط عقد زواج إسلامي، يُبنى عليه حقوق وواجبات وصلة رحم، ويسمح لهم بالاتصال الجنسي والتعايش الذي يسوده المودة والرحمة، وما ينجبونه من أطفال يعد ضمن تكوين هذه الجماعة، ومن أهم وظائفها الإنجاب، وتهيئة المناخ الاجتماعي والثقافي الملائم لرعاية الذرية وتنشئتهم وتوجيههم ونقل التراث إليهم، وتربيتهم تربية إسلامية، ويترتب عليهم الالتزام ببر الوالدين”.

 الحل: 📚📚📚 مكتبة ضخمة جدا 

من الكتب المبسطة والمضغوطة على هاتفك مع تطبيق أخضر

تطبيق أخضر يوفر لك آلاف ملخصات الكتب العربية والعالمية بطريقة مقروءة ومسموعة في أكثر من ١٦ قسم في كافة مجالات الحياة 

حمله الآن 😎

جوجل بلاي -- أبل ستور

ولأن الدين الإسلامي قائم على فكرة بناء مجتمع إنساني إسلامي متكامل ومترابط كان تكوين الأسرة له أهمية عظمى فجعل كلًّا من الرجل والمرأة بحاجة جسدية ونفسية إلى الآخر، ولأن المرأة هي وحدة بناء أساسية لتكوين أسرة مسلمة فأي اختلال لدورها ينعكس بدوره على أسرتها، فقد توجَّهت الهجمات من المؤسسات الليبرالية لتهميش دور المرأة في أسرتها، ولأن الأسرة المحضن الأول للفتاة وجب عليها إعدادها جسديًّا ونفسيًّا وثقافيًّا واجتماعيًّا لدورها وتأسيسها على أسس شرعية وعقدية قوية، مع مراعاة الذكورة والأنوثة داخل الأسرة الواحدة وتولية مهامهم حسب ما فطروا وكلَّفهم الإسلام بها، وينبغي تربيتها على القدوة الطبية من سير الصحابيات ومن هُنَّ قدوات حسنة ولهن أثر فعال، والاهتمام بتنمية ثقافتها الفكرية ومهارات القراءة والكتابة لكسب المعرفة العامة والدينية، وأهمية تزويجها بمن هو من نفس دينها ويكون زوجًا كفؤًا صالحًا، وتعليمها ما ينفعها في حياتها الزوجية والتربية لأبنائها، وإعدادها لتكون واعية بواجباتها وحقوقها واطلاعها لتصير عالمة بأن هناك من سيهاجم دورها كمسلمة فتستعد وتتحصَّن عقائديًّا وفكريًّا لتحفظ نفسها.

أصبحت العولمة محورًا أساسيًّا للفكر العالمي مُخترقة كل الحواجز الجغرافية والسياسية والدينية، ولأنها باغتت حتى المجتمعات الإسلامية فأدخلت الانحلال الأخلاقي والفكري عليها فصنعت عبئًا جديدًا على كل مجتمع إسلامي ليتعامل مع أفراده بمبدأ بنائي شامل للفرد المسلم فكرًا وعقيدةً وخُلقًا، ولأن كلمة بناء المجتمع تعني امرأة مسؤولة كان هدف العولمة الأسمى يتمحور حول هدم مفهوم الأسرة وتحريف دور المرأة وانحرافها تحت عنونة وهمية خبيثة ألا وهي “حقوق المرأة”، مع هدف أعم وهو تدمير المجتمعات البشرية الإنسانية.

إكرام بنت كمال بن معوض المصري، كاتبة وباحثة مهتمة بقضايا المرأة والمجتمع.

ومن مؤلفاتها “عولمة المرأة المسلمة.. الآليات وطرق المواجهة”، و”جهود بعض المنظمات والجمعيات النسائية الإسلامية في مواجهة مؤتمرات المرأة الدولية”.