لغة المخاوف النظرية
لغة المخاوف النظرية
“أخطر أعدائك ليس بعيدًا عنك، بل يكمن داخلك”.. إن معرفة المشكلة والالتزامات التي عليك القيام بها والتصرفات السلبية التي تمنعك من القيام بها لا يكفي لحل المشكلة، ﻷن العادات السيئة ليست عارضة أو مؤقتة بحيث يمكن التخلص منها بسهولة، وإنما لها جذور نفسية عميقة ومخاوف نظرية تعمل في الخفاء ولا نحب كشفها للآخرين ولا حتى لأنفسنا.
وهذه المخاوف وإن كنا نشعر بها فإن النفوس تلجأ إلى آليات الدفاع النفسي لتتظاهر بعدم وجود مشكلة، فمثلًا الإنسان الذي يفضل السكوت على إظهار مشاعره يخاف من سخرية الآخرين منه، ولكن نفسه تتظاهر أنها لا تهتم أصلًا لآراء الآخرين وتحب السكوت، وهذه الآليات الدفاعية تترسخ في الإنسان في أثناء الطفولة ولا يشعر بوجودها إلا حين يقابل المشكلات ويبدأ في مصارحة نفسه بعيوبها.
وفي سياق التحول من لغة التصرفات السلبية إلى لغة المخاوف النظرية يوصي الكتاب القارئ بإضافة المخاوف التي تتسبب في استمرار تصرفاته السلبية وتعوقه عن أداء التزاماته في عمود رابع إلى جوار كل مشكلة، بحيث يظهر التناقض بين ما نود القيام به والمخاوف التي تحيط بنا حين نحاول القيام به.
الفكرة من كتاب كيف يؤثر كلامنا على أعمالنا؟
يمثل الكتاب محاولة عملية جادة لإعادة صياغة مفهوم لغة التواصل، وهي إحدى المهارات الأساسية للإنسان في بيئة العمل العصرية، فالقائد الجيد دائمًا ما يصفه الناس بأن “كلمته مسموعة”، وهذا يفسر لنا كيف أن القدرة على الإقناع أهم من القدرة على السيطرة على الآخرين، وأن الأفعال التي نقوم بها ليست إلا نتيجة طبيعية للكلام الذي نتفوه به، ومن خلال هذا الكتاب يعرض المؤلفان لغات التواصل الخاطئة التي يجب التحول عنها إلى لغات صحيحة تؤدي إلى نتائج إيجابية.
مؤلف كتاب كيف يؤثر كلامنا على أعمالنا؟
د. روبرت كيغان، أستاذ بكلية التربية جامعة هارفارد، وحاصل على الدكتوراه الفخرية. له العديد من الكتب والمؤلفات، منها: “النفس المتطورة” و”رؤوسنا من أعلى”.
د. ليزا لاسكو لاهي، أستاذة وباحثة بجامعة هارفارد، ومتخصصة في مجال التعليم التحويلي.