ساتياغراها.. ما هي؟
ساتياغراها.. ما هي؟
تعني الساتياغراها “الإصرار على الحق” أو “التمسُّك بالحقيقة”، وهي فلسفة تركِّز على المقاومة اللاعنفية بوصفها وسيلة لتحقيق الإصلاح الاجتماعي والسياسي، وقد ابتدعها المهاتما غاندي، وتتحاشى ساتياغراها العنف والإكراه، وينبغي لأتباعها أن ينزِّهوا أنفسهم عن كل الدوافع العدوانية، فإن كان العنف هو الطريقة التي توصِّل إلى الإصلاح بالوسائل الخارجية، فإن ساتياغراها تنحصر في الوسيلة الداخلية وتعتمد على المعاناة الذاتية لتطهير الذات بحيث تهدف إلى تحويل المسيئين عن إساءاتهم وتحريك جمهور المتفرجين السلبيين، وكلَّما زادت تضحيات أتباع الساتياغراها كان نصرهم أسرع وآكد.
ترى ساتياغراها أن الإصلاح السياسي بالعنف يجعل الأقوياء في القمة دائمًا بينما يظل الضعفاء والمرضى محرومين منها، وافترض غاندي أن نتائج المقاومة غير العنيفة ليست أقل شأنًا من نتائج استعمال السلاح؛ فإما أن تصل مع العدو إلى تفاهم وحينئذٍ تكسب دون دم وإما أن يقضي عليك، وهذا الأخير ليس أسوأ مما تجلبه حرب عنيفة، وكان جوهر عقيدة غاندي يتمثَّل في الرفض الإيجابي الفعال القائم على الحب والإيمان بالخير المتأصل في جميع البشر وبذله للجميع، وكان إيمانه بهذا يبلغ من السذاجة بحيث يراسل هتلر برسالة يؤكد فيها ألا “تعتقد أنك الوحش الذي يصفه خصومك”.
ومع ذلك لم يعد غاندي يستخدم القوة في بعض المواضع عنفًا، فالمرأة التي تخدش وجه مغتصبها والأعزل الذي يقاوم التعذيب بيديه والبولنديون الذين قاوموا النازيين؛ كل هؤلاء لجوؤهم إلى العنف رمزي وغريزي، فلو أهانك أحدهم أو سبَّك فلك أن تصفعه على وجهه أو تتخذ أي إجراء ترى فيه دفاعًا عن احترامك لنفسك.
الفكرة من كتاب ماذا يقول غاندي؟ عن اللاعنف والمقاومة والشجاعة
يتناول هذا الكتاب الموجز مذهب المناضل الهندي المهاتما غاندي في المقاومة اللاعنفية بجانب نظرته إلى الحياة السياسية والاجتماعية التي ينبغي أن تكون عليها الهند، ويسلِّط الضوء على مدى جدوى هذا النوع من المقاومة سواء في ذاتها أم في سياقها التاريخي بتحليل دقيق وعين خبيرة.
مؤلف كتاب ماذا يقول غاندي؟ عن اللاعنف والمقاومة والشجاعة
نورمان جاري فينكلستاين: كاتب وناشط سياسي يهودي أمريكي، وأكاديمي متخصِّص في العلوم السياسية، واشتهر بمساندة القضية الفلسطينية ورفض استغلال الصهاينة للمحرقة النازية لجذب التعاطف العالمي والتغطية على جرائم الإبادة الإنسانية ضد الفلسطينيين، وقد تسبَّب ذلك في رفض طلبه للتثبيت الأكاديمي في جامعة دي بول ووضعه في إجازة إدارية عام 2007، مما دفع نورمان إلى تقديم استقالته.
من أهم مؤلفاته: “صناعة الهولوكوست: تأمُّلات في استغلال المعاناة اليهودية”، و”إسرائيل، فلسطين، لبنان: رحلة أمريكي يهودي بحثًا عن الحقيقة والعدالة”، و”ما يفوق الوقاحة: إساءة استخدام اللاسامية وتشويه التاريخ”.