أسباب المشكلة الغذائية

هناك الكثير من العوامل التي ربما تتصل بمشكلة الغذاء بصورة أو بأخرى، ولكن توجد أسباب رئيسة أشد التصاقًا بالمشكلة من غيرها، من ذلك مثلًا معدلات الزيادة السكانية التي تعد من أهم العوامل على الإطلاق في تعميق المشكلة، حيث تنشأ المشكلة أساسًا بسبب عدم مواكبة معدلات الزيادة الإنتاجية للغذاء لنظيرتها السكانية، فالعالم الآن مضطر يوميًّا إلى إطعام ما يربو على سبعة مليارات من الأفواه الجائعة، ومن المتوقع أن يزيد العدد ليصبح ستة عشر مليارًا بحلول عام 2025، ونظرًا إلى تركز الكثافة السكانية في البلدان النامية يصبح الأمر بمثابة ناقوس خطر، وينذر بشبح مجاعات ستأتي على الأخضر واليابس! لذلك يتمثَّل التحدي الحقيقي أمام العالم اليوم في كبح معدلات الزيادة السكانية وفي الوقت نفسه زيادة معدلات إنتاج الغذاء.

 الحل: 📚📚📚 مكتبة ضخمة جدا 

من الكتب المبسطة والمضغوطة على هاتفك مع تطبيق أخضر

تطبيق أخضر يوفر لك آلاف ملخصات الكتب العربية والعالمية بطريقة مقروءة ومسموعة في أكثر من ١٦ قسم في كافة مجالات الحياة 

حمله الآن 😎

جوجل بلاي -- أبل ستور

وكذلك من المحددات الاقتصادية المهمة لمشكلة الغذاء تأتي قضية المدخلات الزراعية وتكلفتها، فهي تمثل الفارق في طبيعة العملية الزراعية بين الدول المتقدمة وغيرها من الدول النامية، ومن ذلك مثلًا العنصر البشري المتمثِّل في العمالة الزراعية التي أصبحت اليوم تطلب حدًّا أدنى من المهارات اللازمة للتعامل مع التكنولوجيا الزراعية وسبل الزيادة الإنتاجية، وأيضًا تبرز أهمية تدفق رؤوس الأموال لتحديث القطاع الزراعي عبر استصلاح المزيد من الأراضي والاهتمام بالبحث العلمي واستخدام الآلات الزراعية الحديثة، ولا ننسى الدور المهم الذي تمارسه المخصِّبات الزراعية من زيادة مقاومة التربة وإنتاج بذور أقل عرضة للأمراض ومن ثَمَّ زيادة الإنتاجية للوحدة الزراعية.

وتأتي قضية التغيرات المناخية لتشكِّل بدورها أحد العوامل الحاكمة للنشاط الزراعي وبالتالي قضية الغذاء، فإلى الآن ما زالت الطبيعة عصية على الترويض، فالطقس السيئ تسبَّب في هبوط الإنتاج الزراعي في كثير من البلدان مما يعمِّق الأزمة الغذائية، وبالطبع لا يخلو الأمر من عبث الإنسان كتزايد معدلات الاستهلاك إلى حد الإسراف في بعض البلدان المتقدمة، فضلًا عن الممارسات المشينة لشركات الغذاء الكبرى واستخدام الغذاء كأحد أسلحة السياسة، وغير ذلك من أوجه العبث.

“من لا يملك قوته لا يملك قراره”، ومن هنا تتجلى أهمية هذا الكتاب، فهو يعالج قضية الأمن الغذائي العربي مستعرضًا أسباب المشكلة على نحو عام، ثم يدلف إلى جغرافيا الوطن العربي مظهرًا الواقع والفرص المتاحة والتحديات للنهوض بالاقتصاد الغذائي، وأخيرًا يتعرض لمحاولات استغلال قضية الغذاء كسلاح من قِبل الدول العظمي لابتزاز غيرها من الدول الأخرى.

حمد علي الفرا: كاتب وعالم اقتصاد، ولد بمدينة خان يونس بفلسطين عام 1932، حصل على ليسانس الآداب في الجغرافيا من جامعة القاهرة عام 1954، حصل على الماجستير من جامعة نيوكاسل بإنجلترا في عام 1967، ونال عام 1970 درجة الدكتوراه في الجغرافيا الاقتصادية من الجامعة نفسها، وتقلد الكثير من المناصب الأكاديمية في الأردن وفي الخارج، كما كان أستاذًا زائرًا في عدة جامعات منها أكسفورد في بريطانيا عام 1977، وجامعة كاليفورنيا في لوس أنجلوس عام 1984.

أصدر العديد من الأبحاث والمقالات العلمية في مختلف المجالات والدوريات العلمية، وله كتب منشورة أهمها: “التنمية الاقتصادية في دولة الكويت”، و”مناهج البحث في الجغرافيا بالوسائل الكمية” و”الطاقة: مصادرها العالمية ومكانة النفط العربي بينها”.