مواصلة الفتوحات في فرنسا
مواصلة الفتوحات في فرنسا
قرَّر عنبسة أن يواصل الفتوحات في بلاد الغال، ففتح بانتصاراته مدن فالنس، وفيني، وليون، وشالون، ووصلت جيوشه إلى مدينة سانس، كما اكتسح حوض الرون، وفتح المسلمون بذلك مناطق في جنوب فرنسا وشرقها، والجدير بالذكر أن مدينة سانس التي وصلت إليها جيوش المسلمين تبعد ثلاثين كيلومترًا فقط جنوبي باريس، لكن تصدَّى أسقف المدينة “إيبون” للجيش الإسلامي ونجح في إيقافه، ليقرِّر عنبسة الاكتفاء بذلك خشية أمرين الأول؛ أن يقطع العدو طريق عودته فيقوم بإفشال كل ما نجح فيه، والثاني هو الخلافات والفتن التي عادت إلى الأندلس من جديد.
وفي أثناء عودة عنبسة وجيشه حدث ما قد خشي منه، فقد هجمت عليهم جموع كبيرة من الفرنجة وتسبَّبت تلك المعركة في إصابته التي أدَّت إلى استشهادِه عام 107هـ ، وعادت بقية جيشه بقيادة عذرة بن عبد الله الفهري إلى أربونة.
تولَّى حُكم الأندلس بعد ذلك القائد عذرة الفهري عام 107هـ وحتى 110هـ، وقد واصل غزواته حيث وصل إلى حوض الرون، وقد أشار الكاتب إلى أن المسلمين في هذه الفتوح لم يتعرَّضوا إلى كنيسة أو دير، لكن المراجع النصرانية الأوروبية قد تمادت في اتهام المسلمين بالتخريب وحرق الكنائس والأديرة مع العلم أن هذا العصر كان عصر حروب بين النصارى وبعضهم لاختلاف مذاهبهم، ولقد فتح المسلمون مصرَ ومن بعدها إفريقية والأندلس وجميعها كانت مليئة بالكنائس والأديرة، ولم يحدث أن حرقوها أو خربوها، فهل تختلف بقية أوروبا عنها؟
الفكرة من كتاب بلاط الشُّهداء
“لو انتصر العرب في تور-بواتييه لتُلِيَ القرآن وفُسِّر في أكسفورد وكامبردج!” هكذا قال المؤرخ الأوروبي “جيبون” عن المعركة التي أجمع المؤرخون أنها من أكبر المعارك الفاصلة في تاريخ البشرية جمعاء، كيف لا ولو كان مُقدرًا للمسلمين النصر فيها لكانت فرنسا مُسلمةً ولما سقطت الأندلُس، ولضمَّت الحضارة الإسلامية أوروبا من غربها إلى شرقها، لكنها إرادة المولى (عز وجل)؛ إرادته أن يُستشهد بطلنا المُسلم عبد الرحمن الغافقي وينسحب الجيش الإسلامي من معركة بلاط الشهداء.
مؤلف كتاب بلاط الشُّهداء
شوقي أبو خليل (1941-2010م)، هو كاتب وباحث فلسطيني درس بكلية الآداب قسم التاريخ بجامعة دمشق، ثم حصل على دكتوراه في التاريخ من أكاديمية العلوم بأذربيجان، ثم عمل في عدة مناصب أهمها عمله أستاذًا جامعيًّا لمادة الحضارة الإسلامية في كلية الدعوة الإسلامية، ومدير تحرير في دار الفكر بدمشق، وقد ألَّف ما يزيد على سبعين كتابًا عن التاريخ والحضارة الإسلامية، ومن أهم مؤلفاته:
فتح الأندلس
عوامل النصر والهزيمة.
آراء يهدمها الإسلام.