الكلمات محركات الأفعال
الكلمات محركات الأفعال
تعكس الكلمات أغلب التوجهات التي نتبناها، وتعبر كذلك عن طريقتنا في الفعل والتنفيذ وتجاهلنا لكل الطرائق الأخرى، وحينما نتكلم فإننا نعرض الأشياء الحاضرة في الذاكرة القريبة من نفوسنا، وننسى تمامًا كل تلك الأفكار البعيدة التي نتوهم أننا نعرفها، فالكلمات تمهيد للأفعال التي سوف نقوم بها، فالإنسان حين يتكلم عن القراءة سوف يقرأ أكثر من الشخص الذي لم يتكلم عنها، وحين يدعو إلى خلق نبيل فإنه سوف يتحلى به أكثر من غيره، فالكلمات هي محركات الأفعال.
وفي الطب النفسي يركز الطبيب المعالج في كلام المريض على وضع جواب سؤالين:
الأول: ماذا يريد بالتحديد؟
الثاني: كيف يعيق نفسه من خلال الكلام عن بلوغ غاياته؟
ولكل إنسان لغتان: لغة يتكلم بها مع الآخرين وهي لغة خارجية، ولغة يتحدث بها إلى نفسه وهي لغة داخلية، والكلمة التي يقولها كل إنسان تؤثر فيه قبل أن تؤثر في من يستمع إليه، فإذا استطاع الإنسان تغيير كلماته لتصبح أكثر إيجابية؛ فإنه سوف يتمكن من تغيير نفسه والارتقاء بأفعاله نحو الأفضل.
وحتى يستطيع الإنسان إدارة هذا التغيير لا بدَّ أن يقوم به على مستويين:
الأول: التحول في لغة خطابه الداخلية لذاته.
الثاني: التحول في لغة الخطاب الخارجية مع الآخرين.
الفكرة من كتاب كيف يؤثر كلامنا على أعمالنا؟
يمثل الكتاب محاولة عملية جادة لإعادة صياغة مفهوم لغة التواصل، وهي إحدى المهارات الأساسية للإنسان في بيئة العمل العصرية، فالقائد الجيد دائمًا ما يصفه الناس بأن “كلمته مسموعة”، وهذا يفسر لنا كيف أن القدرة على الإقناع أهم من القدرة على السيطرة على الآخرين، وأن الأفعال التي نقوم بها ليست إلا نتيجة طبيعية للكلام الذي نتفوه به، ومن خلال هذا الكتاب يعرض المؤلفان لغات التواصل الخاطئة التي يجب التحول عنها إلى لغات صحيحة تؤدي إلى نتائج إيجابية.
مؤلف كتاب كيف يؤثر كلامنا على أعمالنا؟
د. روبرت كيغان، أستاذ بكلية التربية جامعة هارفارد، وحاصل على الدكتوراه الفخرية. له العديد من الكتب والمؤلفات، منها: “النفس المتطورة” و”رؤوسنا من أعلى”.
د. ليزا لاسكو لاهي، أستاذة وباحثة بجامعة هارفارد، ومتخصصة في مجال التعليم التحويلي.