مخاوف الدجال تتحقق
مخاوف الدجال تتحقق
أُلقيَ الدجال في زنزانته مع باناماريوف الذي لم يتوقف لحظة عن مصطلحاته غير المفهومة بصوته الخشبي، وكان كلامه يدور عن الجماهير الكادحة والرأسمالية والبرجوازية والشرعية البروليتارية.. إلى آخر هذه المصطلحات المعقدة، التي كان يسمعها الدجال ليلَ نهارٍ حتى يرتفع ضغط دمه وتغلي عروق رأسه، فينفجر طلبًا للمساعدة.
جاء مالك ورفاقه بالطعام والشراب؛ الطعام عبارة عن شوك وحنظل وعلقم، أما الشراب فهو زفتٌ مغليّ، فلمّا امتعض الدجال بسبب هذا الطعام والشراب وعدم مساواته حتى بخادمه الزنجيّ مع أنه أقلُ منه شأنًا كما وصفه، ردَّ مالك على ذلك الكلام بأن نجوم الدنيا ليسوا نجوم الآخرة، وأن الكل في حاجة إلى شفاعة النبي صلى الله عليه وسلم الذي لا يشفع إلا للمؤمنين.
لكنْ؛ ألا يوجد مهرب من هذا الباناماريوف؟! كان هذا هو التساؤل الذي يكرره الدجال على مسامع مالك من شدة معاناته منه حتى أجابه: إنَّ الله جعل باناماريوف من آلات تعذيبه في الآخرة لتدرك جمال العقل ولطف الإحساس ونور الحكمة، ثم صرخ الدجال هذه المرة صرخة عظيمة سمعتها السماوات والأرض وأعقب الصرخة سبعين ألف سنة من الصمت قبل أن يجيب مالك بإلهام وإذنٍ من ربه: إنكم ماكثون، اخسئوا فيها ولا تكلمون.. يا أهل الجحيم عذاب ولا موت، ويا أهل الجنة نعيم ولا موت.
الفكرة من كتاب المسيخ الدجال
يتناول الكتاب – بالوصف – أحداثًا تدور آخر الزمان بين المسيخ الدجال والبشر بطريقة روائية ممزوجة ببعض الخيال، ثم ما سيحدث لهذا الدجال بعد القيامة في نار جهنم، ويحكي الكاتب بعض الأحاديث المتخيلة بين الدجال وإبليس والملائكة، ساردًا مجموعة من الحكايات والقصص المختارة، والتي بها الكثير من المعاني والحِكَم التي تبعث على التأمل والتفكر.
مؤلف كتاب المسيخ الدجال
مصطفى كمال محمود حسين آل محفوظ؛ فيلسوف وطبيب وكاتب مصري.
درس الطب وتخرج عام 1953، وتخصَّص في الأمراض الصدرية، ولكنه تفرغ للكتابة والبحث عام 1960.
ألَّف 89 كتابًا في مجالات شتى، ومن كتبه ومؤلفاته: الوجود والعدم – آينشتين والنسبية – رحلتي من الشك للإيمان.