لقاء مع الشيطان
لقاء مع الشيطان
وما إنْ وصل الدجال إلى الشيطان حتى عانقه عناقًا شديدًا يكاد يجعله رمادًا، فأبدى نفوره من هذا المكان فأخبره الشيطان أنه أفضل بكثير من زنزانته فهي أسفل مكانًا منه، وذلك لمكره وعلمه العظيم في فنون الشر.
وشرع الدجال في لوم إبليس على ما فعله به من ضلال وغواية وخداعه بأنه “الله”، لكن الشيطان أخذ يبرر موقفه ويتساءل: هل من العقل أن يوجد إله يشرّع مثل هذه الشريعة ويحث الناس على الفجور؟! وإن كنت تقصد الكرامات التي ساعدتك في عملك، فالإنسان في هذا العصر قد تفوق على جميع الشياطين في إضلال الناس وإيرادهم موارد الهلاك.
وتمنَّى الدجال أن يسكن مع بعض المطربين والملحنين الذين توقع لهم أن يكونوا في النار مثله، فقاطعه مالك أن كثيرًا منهم تابوا فغفر الله لهم، أما هنا في النار فلا سلام ولا راحة، وإنما حرب أبدية وقتال أزلي حيث الكل يُعذبون.
ولما تيقّن الدجال من عدم الخلاص، أشار على إبليس بفكرة القيام بالثورة فتعجب من فكرته سائلًا: أيُّ ثورة؟
ثورة اشتراكية؛ هكذا وصفها الدجال، وهنا انفجر الشيطان ضاحكًا ثم سأله: وما أسباب الثورة إذًا؟ فأجابه أن الله قد أخذ أرضه وماله، فقاطعه إبليس متعجبًا: وهل لك أرض؟! وهل لك مال؟! بل المُلك اليوم لله رب العالمين.
ولما سمع مالك بهذه الفكرة المجنونة ضرب الدجالَ ضربة أطاحت بكل أسنانه مرةً واحدة ثم نمت من جديد، وذهب به إلى معقله مع الرفيق باناماريوف “حتى يتفقا معًا على الخطة” قالها مالك باستهزاء، فقال الدجال متوسلًا: “لا.. أرجوك، كله إلا باناماريوف”، فأخذه مالك وبدأ يجره من رأسه ويكبّه على وجهه في جهنّم، ساحبًا إياه كالدابة.
الفكرة من كتاب المسيخ الدجال
يتناول الكتاب – بالوصف – أحداثًا تدور آخر الزمان بين المسيخ الدجال والبشر بطريقة روائية ممزوجة ببعض الخيال، ثم ما سيحدث لهذا الدجال بعد القيامة في نار جهنم، ويحكي الكاتب بعض الأحاديث المتخيلة بين الدجال وإبليس والملائكة، ساردًا مجموعة من الحكايات والقصص المختارة، والتي بها الكثير من المعاني والحِكَم التي تبعث على التأمل والتفكر.
مؤلف كتاب المسيخ الدجال
مصطفى كمال محمود حسين آل محفوظ؛ فيلسوف وطبيب وكاتب مصري.
درس الطب وتخرج عام 1953، وتخصَّص في الأمراض الصدرية، ولكنه تفرغ للكتابة والبحث عام 1960.
ألَّف 89 كتابًا في مجالات شتى، ومن كتبه ومؤلفاته: الوجود والعدم – آينشتين والنسبية – رحلتي من الشك للإيمان.