تجريم ما هو فطري
تجريم ما هو فطري
إن حلم النسويات الأكبر هو مشاهدة كلٍّ من الرجال والنساء سواء في مختلف مجالات الحياة، فيتأسَّفن على النساء اللاتي يهتممن بالعمل المنزلي أو يعتنين بأطفالهن، ولو افترضنا أن حلم النسوية أصبح حقيقيًّا فإنه ستيم تغيير الكثير من الأمور المجتمعية الضرورية لتنشئة إنسان متزن، مثلًا.. لا بد للتعليم العام أن يتغيَّر، وأن تنشئ الدولة دور رعاية للأطفال، تترك فيه الأمهات أطفالهن من أجل العمل، وهذا يضعنا في مأزق التعامل مع الإنسان من حيث كونه بضاعة وليس كائنًا يستحق التكريم والاهتمام بشكل خاص.
كما ترفض النسوية كل أشكال التودُّد التقليدي بين الرجل والمرأة، فالرجل الذي يفتح لامرأته باب السيَّارة أو يدفع عنها الفاتورة هو رجل متسلِّط يسعى لتخليد القيم الذكورية البطرياركية.
ومن المعروف في أمريكا والدول الغربية أنه قبل الدخول في الزواج يتعرَّف الرجل على المرأة عن طريق المواعدة التي من خلالها يُقيِّم كل طرف مدى التكافؤ مع الطرف المقابل ليكونا زوجين، والأدوار التي يتبناها الرجال والنساء خلال المواعدة تختلف بشكل كبير على حسب النوع، فمثلًا الرجل هو الذي يبدأ أولًا في تقديم نفسه، ويأخذ بزمام المبادرة، بينما المرأة هي التي ترفض أو تقبل.
ولكن وفقًا لما تدعو له النسوية فإنه لم يعد ضروريًّا أن يكون الرجل هو المبتدئ في تلك المبادرات، حيث تبنَّت النساء نظرة أكثر ذكورية نحو الجنس، ولها أن تختار أي شكل للعلاقة التي تريدها، سواء كانت علاقة عابرة -تيك أواي- أو علاقة الظل أو علاقة المصاحبة، فلا ارتباط بين الفضيلة وحفاظها على عذريتها، فكما أن الرجل يبادر بأي وسيلة لتحقيق متعته الجنسية، كذلك المرأة صارت تختار أي وسيلة لتحقيق متعتها أيضًا.
الفكرة من كتاب خطايا تحرير المرأة
عدد الآراء والأفكار التي يتعرَّض لها الإنسان قد تبدو لوهلة أولى أنها جيِّدة، ربما لأنها تناسب الأهواء فينساق إليها تلقائيًّا دون الوقوف عليها والتفكُّر في عقباتها، ومن ذلك الكثير من الأفكار التي يتم تسويقها للنساء تحت اسم “حقوق المرأة”، والتي لو تأمَّلتها المرأة جيِّدًا وجدت أن مآلاتها كارثية في حقِّها وفي حق المجتمع.
في هذا الكتاب تقوم الكاتبة من خلال تجربتها الشخصية بتسليط الضوء على بعض المخادعات التي ينكشف من خلالها كيف أن الرؤية النسوية تصبُّ في النهاية فيما يعكس آمال النساء ورغباتهن، وذلك من خلال تمرير المعلومات المزيفة والأوهام عبر وسائل الإعلام الأمريكية، فيتشكَّل وعي كاذب يؤثر في حياة المرأة بشكل سلبي.
مؤلف كتاب خطايا تحرير المرأة
كاري. إل. لوكاس: كاتبة أمريكية، ولدت عام 1973م، حصلت على البكالوريوس والماجستير في السياسة العامة، وعملت في معهد كاتو محللة ضمان اجتماعي، ونُشر لها عدَّّة مقالات في “واشنطن بوست”، و”وول ستريت جورنال”، وغيرهما، كما شغلت منصب رئيس منتدى المرأة المستقلة ذات الاتجاه المُحافظ، كما أنها كانت عضوًا بالحزب الجمهوري الأمريكي.
من مؤلفاتها: Liberty Is No War on Women
معلومات عن المُترجم:
وائل الهلاوي: مصري الجنسية، ترجم عددًا من الكتب في موضوعات مختلفة، منها: “الإباحية ليست حلًّا: أجيال في خطر”، و”تعدُّد الشركاء بين سيكولوجية الرجال وسيكولوجية النساء”.