الديمقراطية الحقيقية
الديمقراطية الحقيقية
لم يعرف العالم ديمقراطية حقيقية في ذلك العصر الحديث، فالمسيطر الوحيد والمعيار لكل العلاقات البشرية هو السوق، حتى تلك الدول التي ادّعت الديمقراطية كانت تمارس الاستعباد والعنصرية لمصالحها، وجني الأرباح على حساب الإنسانية، وبالمعنى الأصح فالديمقراطية بالنسبة لهم هي حق المُسيطِر والمُستعمِر فقط، أما الضِعاف، فلا حق لهم في ذلك!
وحين يكون في أيدي تلك الفئة المُستعمِرة سلاح الإعلام والدعاية القادر على تحقيق ما يُسمى بـ”التكيف السياسي اللازم لكل أنظمة الديكتاتورية”، يصبح من السهل تهيئة الأُسُس اللازمة لجعل كل ما هو ضد الإنسانية مُناسبًا وديمقراطيًّا تمامًا.
وعلى ذلك يجب إعادة تهيئة النسيج الاجتماعي والسياسي، ويتوقف ذلك على تحرر الإعلام الذي يسيطر عليه رأس المال بشكل يخلق نوعًا من الاحتلال عن طريق تشويش أفكار الإنسان؛ تحرُّر يعمل على التذكير بالهدف النهائي للمشكلات للشعوب والعالم، هدف يصل إلى التحرر من ديكتاتورية المال ووحدانية السوق.
الفكرة من كتاب حفارو القبور
لم يصبح العالم مكانًا مناسبًا لأي وضع إنساني، عالم تتغذى فيه الدول الكبرى على حروب ونزاعات العالم الثالث، حيث عدم التوازن، كل شيء مُباح لأجل مصالح سياسية، كل شيء له قيمة وثمن بما في ذلك أي صمت عالمي تجاه كل ما هو ضد الإنسانية.
يناقش روجيه جارودي، عددًا من المشكلات السياسية والوضع العالمي، والتفاوت الحادث بين الدول الكبرى ودول العالم الثالث، مُتجهًا إلى الحلول الممكنة للتحرر الحقيقي للعالم، وصولًا إلى وحدته.
مؤلف كتاب حفارو القبور
روجيه جارودي (1913 – 2012): فيلسوف وكاتب فرنسي، بدأ حياته بالعمل أستاذًا في الفلسفة، ثم انخرط في السياسة كنائب في البرلمان، وعضو في الحزب الشيوعي الفرنسي الذي طُرد منه لانتقاداته للاتحاد السوفيتي.
عُرف في العالم العربي بعد اعتناقه الإسلام، وتأليفه عددًا من الكتب الخاصة بنظرة الإسلام إلى الوضع السياسي العالمي.
من أبرز كتبه ومؤلفاته:
المسجد مرآة الإسلام.
الإسلام دين المستقبل.
الولايات المتحدة طليعة التدهور.
الأساطير المؤسسة للسياسة الإسرائيلية.