ماذا لو كان ذلك اليوم الأخير لإبصارنا؟
ماذا لو كان ذلك اليوم الأخير لإبصارنا؟
رأت هيلين كيلر أنها لو كانت رئيسة جامعة لقامت بفرض مادة إجبارية حول الاستفادة من العين لكي يعرف الطلبة ما يجعلهم يستخدمون أعينهم في رؤية ما أمامهم باهتمام وتركيز حقيقي، غير الذي يحدث عندما يسير الناس ولا يُبالون بأي شيء حولهم، وهنا انتقلت هيلين إلى مخيلتها متسائلةً ماذا ستفعل لو وهبها الله نعمة البصر فقط لمدة ثلاثة أيام؟ وقبل أن نتطرَّق إلى ذلك لنتساءل ماذا سيكون رد فعلك أنت لو كنت مكانها حقًّا، لو سُلبت منك هذه النعمة ثم أُعطيت ثلاثة أيامٍ وجاء اليوم الثالث الذي سترى فيه الشمس مرةً أخيرة، كيف ستستغل هذه الأيام؟ ربما ستفعل أشياء لطالما أجَّلتها وأنت مُبصر، لكن ما نعلمه بالتأكيد أن العديد من الأشياء ستكرِّرها، ولكن هذه المرة مع الشعور بكل لحظة فيها والامتنان لها.
لم تُحرم هيلين نعمة البصر فقط وإنما كانت فاقدة للسمع أيضًا وحتى القدرة على الكلام، إلا أن معلمتها آن سوليفان استطاعت تعليمها النطق، وبرغم فقدانها لحاسة السمع فإنها ركَّزت كل التركيز على حاسة البصر باعتبارها أغلى هذه النعم والحواس، كيف لا وفيها الحياة والنور الذي يفصلنا عن الظُلمة الدائمة، تمنَّت هيلين ثلاثة أيامٍ فقط، ووضعت في مخيلتها كل خططها التي ستراها أنت المُبصر أشياء طبيعية تفعلها في يومك العادي، لكنك ستُلاحظ أيضًا أنك لم تشعر بأيٍّ منها ولا بلحظة امتنان لنعمة غالية رزقك الله بها.
الفكرة من كتاب لو أبصرت ثلاثة أيام
إننا البشر حين نعتاد هذه الحياة ومرور أيامها ننسى كل تلك النعم التي رُزقنا بها، ويا لضعف الإنسان حين تضيق عليه دنياه بالتفكير في حزنٍ ويأسٍ وأوهامٍ أحاط نفسه بها، لكن كم من نعمٍ وجب علينا أن نقف لحظةً في يومنا ونحن ممتنون لوجودها، فها هي نعمة الأهل والأصدقاء والطبيعة من حولنا والصحة، ولكن ماذا إذا فقدنا نعمة النظر إلى كل ما تم ذكره؟ هل تخيَّلنا أنفسنا للحظة نودِّع نعمة البصر باعتبار أن اليوم هو آخر يوم لها، ماذا كنت ستقرِّر حينها؟
مؤلف كتاب لو أبصرت ثلاثة أيام
هيلين كيلر آدامز: كاتبة ومحاضرة أمريكية، وُلِدَت فاقدة لحواس السمع والبصر والقدرة على الكلام، لكنها حوَّلت إعاقتها إلى جانب إنساني حفر اسمها في التاريخ بعد أن أخذت بيدها معلمتها آن سوليفان لتعليمها حتى حصلت على درجة البكالوريوس بكلية رادكليف بتقدير امتياز، كما حصلت على جائزة نوبل في الآداب لعام 1979م، وقد ألَّفت نحو ثمانية عشر كتابًا، وتُرجِمت إلى خمسين لغة، ومن أشهر مؤلفاتها: “قصة حياتي”، و”العالم الذي أعيش فيه”، و”أضواء في ظلامي”.