حرب العملات الثانية (1967 – 1987)
حرب العملات الثانية (1967 – 1987)
لم تلبث الحرب العالمية الثانية أن تنتهي حتى قامت الولايات المتحدة الأمريكية بتنفيذ مخططها الرامي إلى إعادة هيكلة النظام الاقتصادي العالمي من جديد، فشرعت في تقديم برنامجها الخاص التي حاولت فيه تجنُّب حالة عدم اليقين التي نشأت إبان فترة ما بين الحربين، نتيجة بعض السياسات الاقتصادية الخاطئة، وخلال مؤتمر بريتون وودز تم لها ما أرادت، حينما استطاعت جعل الدولار يتربَّع على عرش العملات العالمية وربطته بالذهب، وساعدها على ذلك قوتها الاقتصادية والعسكرية التي اكتسبتها بعد الحرب، مما مكَّنها من فرض كلمتها على بريطانيا العظمى في ذلك الوقت، كما كان من مخرجات هذا المؤتمر أيضًا نشأة مؤسستين دوليتين هما البنك وصندوق النقد الدوليان، اللذان يشكلان الملاذ الأخير للدول التي ترغب في الحصول على تمويل.
ولكن بدأت إرهاصات حرب العملات الثانية من منتصف الستينيات، حينما دشنت الولايات المتحدة الأمريكية برنامج المجتمع العظيم الذي تضمَّن الحرب على الفقر، بالتزامن مع حرب فيتنام مما كبَّد الخزينة الأمريكية ملايين الدولارات، فاضطرت على إثر ذلك إلى كتاب الفصل الأخير من اتفاقية بريتون وودز، بإعلانها فك الارتباط مع الذهب وتخفيض عملتها فيما عرف حينها بصدمة نيكسون.
ونتيجة لتقلُّبات موازين المدفوعات انجرفت الدول ناحية الدخول في معترك خفض العملات الذي كان سببًا في خلق موجات تضخُّمية كبيرة اضطرت الدول إلى علاجها عبر الصدمات، وكخطوة لمحاولة بعض الدول تجنُّب رهن عملاتها بالسياسات النقدية للاحتياطي الفيدرالي الأمريكي أصدرت مجموعة من الدول الأوروبية عملتها الموحدة اليورو عام 1999 أملًا في تدشين عهد جديد من الاستقرار النقدي لتلك الدول.
الفكرة من كتاب حروب العملات.. افتعال الأزمة العالمية الجديدة
هي نوع آخر من الحروب، فبعد الحرب الباردة وحروب الشرق الأوسط تحوَّلت إلى صراع حقيقي بين الدول العظمى، صراع بلا دوي مدافع أو قصف طائرات، يحدث خلسة وخفية وعبر مكائد اقتصادية، ويفضي إلى كوارث مالية تعزز واقعًا جديدًا دون إطلاق رصاصة واحدة، من هنا تأتي أهمية هذا الكتاب الذي يطلعك على خفايا النظام المالي العالمي.
مؤلف كتاب حروب العملات.. افتعال الأزمة العالمية الجديدة
جايمس ريكاردز: محامٍ أمريكي، ومتحدث، ومعلق إعلامي، ومؤلف في الشؤون المالية والمعادن النفيسة، حصل على درجة الماجستير في الضرائب من كلية الحقوق بجامعة نيويورك، كما حصل أيضًا على الدكتوراه في القانون من كلية الحقوق بجامعة بنسلفانيا، عمل ريكاردز في وول ستريت لمدة 35 عامًا شغل فيها مناصب عدة منها: استشاري لأحد صناديق التحوط الكبرى، ومدير معلومات السوق في إحدى الشركات الاستشارية.
من مؤلفاته: موت المال: الانهيار الوشيك للنظام النقدي الدولي، والغلاف الجديد للذهب، والطريق إلى الخراب: الخطة السرية للنخب العالمية للأزمة المالية القادمة.