حرب العملات الأولى (1921- 1936)
حرب العملات الأولى (1921- 1936)
بدأت الشرارة من ألمانيا التي اضطرَّت -تحت ضغط أعباء تعويضات الحرب- إلى خفض قيمة عملتها المحلية، للحصول على ميزة تنافسية في قطاع التصدير، ولكن يبدو أن الألمان قد تجاوزوا الخط الفاصل بين الحل والمشكلة، حيث انقلبت الأمور رأسًا على عقب؛ لتدخل البلاد موجة عنيفة من التضخُّم الحاد الذي أدى إلى انهيار المارك الألماني وإلقائه، بكل ما تعنيه الكلمة، في سلال القمامة ومصارف المياه والمجاري، وعلى إثر الأزمة الألمانية دخلت كلٌّ من فرنسا وإنجلترا والولايات المتحدة الأمريكية على الخط بتخفيض عملاتهم المحلية، لمعالجة الآثار الاقتصادية السلبية التي نتجت جراء التكاليف الباهظة للحرب العالمية الأولى.
الأمر الذي أدى إلى حدوث خلخلة في استقرار الاقتصاد العالمي نتيجة الفوضى التجارية التي نتجت بعد موجة خفض الدول لقيم عملاتها المحلية، مما أدى إلى تبديد العديد من الموارد وخفض الناتج العالمي من السلع والخدمات، بالإضافة إلى سقوط الدول في شِراك الديون الضخمة التي أرهقت كاهل موازناتها العامة، فبدا الأمر وكأن الجميع يتسابق للذهاب نحو الكارثة!
ولكن مع انتصاف العشرينيات من القرن الماضي بدأت الدول الكبرى في اللعب وفق قواعد جديدة كانت مفهومة جيدًا في ذلك الوقت، مما أدى إلى نوع ما من الازدهار الاقتصادي المؤقت الذي كان مرجحًا له أن يستمر لولا أنه اصطدم بأحداث الكساد الكبير الذي استمر عقدًا كاملًا بداية من عام 1929، مما سبب ذعرًا لاقتصادات الدول الكبرى في ذلك الوقت.
الفكرة من كتاب حروب العملات.. افتعال الأزمة العالمية الجديدة
هي نوع آخر من الحروب، فبعد الحرب الباردة وحروب الشرق الأوسط تحوَّلت إلى صراع حقيقي بين الدول العظمى، صراع بلا دوي مدافع أو قصف طائرات، يحدث خلسة وخفية وعبر مكائد اقتصادية، ويفضي إلى كوارث مالية تعزز واقعًا جديدًا دون إطلاق رصاصة واحدة، من هنا تأتي أهمية هذا الكتاب الذي يطلعك على خفايا النظام المالي العالمي.
مؤلف كتاب حروب العملات.. افتعال الأزمة العالمية الجديدة
جايمس ريكاردز: محامٍ أمريكي، ومتحدث، ومعلق إعلامي، ومؤلف في الشؤون المالية والمعادن النفيسة، حصل على درجة الماجستير في الضرائب من كلية الحقوق بجامعة نيويورك، كما حصل أيضًا على الدكتوراه في القانون من كلية الحقوق بجامعة بنسلفانيا، عمل ريكاردز في وول ستريت لمدة 35 عامًا شغل فيها مناصب عدة منها: استشاري لأحد صناديق التحوط الكبرى، ومدير معلومات السوق في إحدى الشركات الاستشارية.
من مؤلفاته: موت المال: الانهيار الوشيك للنظام النقدي الدولي، والغلاف الجديد للذهب، والطريق إلى الخراب: الخطة السرية للنخب العالمية للأزمة المالية القادمة.