طبول الحرب
طبول الحرب
من القواعد الأساسية في الاقتصاد أن ما من مشكلة إلا ولها حل، ولكن على الناحية الأخرى نجد أيضًا أنه ما من حل اقتصادي إلا وله بعض الآثار الجانبية التي قد تكون غير مقصودة، وإذا لم تكن الحرب المالية تنشأ بين عشية وضحاها دون مقدمات، يرى المؤلف أن ثمة ثلاثة أحداث فاصلة في التاريخ يمكن أن تكون الجذور الأساسية لسلسلة حروب العملات التي بدأت بعد عام 1920، ويأتي على رأس تلك الأحداث انتهاء العمل بقاعدة الذهب الكلاسيكية التي جرى العمل بها حتى عام 1914، حيث كان الذهب يتكفَّل بخلق التوازن الاقتصادي للدول التي التزمت قواعد اللعبة.
أما الحدث التاريخي الثاني فكان إنشاء الاحتياطي الفيدرالي في عام 1913، نتيجة الذعر المصرفي الذي حدث في الأسواق الأمريكية في عام 1907، بسبب بعض الممارسات الاحتكارية من قِبل أحد البنوك الأمريكية التي تسبَّب إفلاسها في خلق حالة من عدم الثقة أدت إلى تهديد استقرار النظام المالي بأكمله، مما خلق ضرورة للعمل على إنشاء بنك مركزي يؤدي دور المايسترو لضبط إيقاع النشاط الاقتصادي، فكان بذلك إنشاء مصرف الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي الذي دفع بأمريكا ناحية مسرح المال الدولي.
في حين نجد أن الحدث التاريخي الثالث الذي كان آخر مقدمات حرب العملات هو الحرب العالمية الأولى ومعاهدة فرساي في عام 1919، حين تم تحميل ألمانيا فاتورة تكلفة الحرب، بالإضافة إلى شبكة الديون المعقَّدة التي نشأت بين دول الحلفاء أنفسهم.
الفكرة من كتاب حروب العملات.. افتعال الأزمة العالمية الجديدة
هي نوع آخر من الحروب، فبعد الحرب الباردة وحروب الشرق الأوسط تحوَّلت إلى صراع حقيقي بين الدول العظمى، صراع بلا دوي مدافع أو قصف طائرات، يحدث خلسة وخفية وعبر مكائد اقتصادية، ويفضي إلى كوارث مالية تعزز واقعًا جديدًا دون إطلاق رصاصة واحدة، من هنا تأتي أهمية هذا الكتاب الذي يطلعك على خفايا النظام المالي العالمي.
مؤلف كتاب حروب العملات.. افتعال الأزمة العالمية الجديدة
جايمس ريكاردز: محامٍ أمريكي، ومتحدث، ومعلق إعلامي، ومؤلف في الشؤون المالية والمعادن النفيسة، حصل على درجة الماجستير في الضرائب من كلية الحقوق بجامعة نيويورك، كما حصل أيضًا على الدكتوراه في القانون من كلية الحقوق بجامعة بنسلفانيا، عمل ريكاردز في وول ستريت لمدة 35 عامًا شغل فيها مناصب عدة منها: استشاري لأحد صناديق التحوط الكبرى، ومدير معلومات السوق في إحدى الشركات الاستشارية.
من مؤلفاته: موت المال: الانهيار الوشيك للنظام النقدي الدولي، والغلاف الجديد للذهب، والطريق إلى الخراب: الخطة السرية للنخب العالمية للأزمة المالية القادمة.