مع عائلة تاتينو
مع عائلة تاتينو
بيتُ عائلة تاتينو بيتٌ كبير من ثلاثةِ طوابق، من خشب الصنوبر المتين المستورد من كندا، يضم ثلاث غرف نوم وحمامين وغير ذلك، ونوافذه الكبيرة تسمح بدخول ضوء باهت وتطلُّ على طبيعة خلابة، أحبَّت رفيقتنا إقامتها فيه، كما أنه أكبر بيت رأته في اليابان؛ المساحات واسعةٌ في هوكايدو، وليست كطوكيو التي لا تجد فيها مساحةً لسرير في الشقة غالبًا، ويعيش في البيت السيد تاكاشي ذو العينين الزرقاوين والملامح التي تجعله يبدو غربيًا أكثر من ياباني، عجوز لكنه مليءٌ بالحيوية، والسيدة كونيكو بجسدها الضئيل حتى بالنسبةِ لامرأة يابانية وشعرها الأسود القصير، تبدو قلقة وسريعة دائمًا، ورغم شكواها الكثيرة تحب زوجها كثيرًا وتعده محور حياتِها، كلاهما تقاعد مبكرًا، وذهبا إلى الريف، ومعهما في البيت كلبتهما البيضاء هانا.
يُمكن أن نرى يوتاي-سان من أي مكان في نيسيكو-تشي تقريبًا، وكأنه يُحيي أهلها صباحًا ومساءً ويراقبهم ويراقبونه جيئةً وذهابًا، وتقول الكاتبة إن نافذة المطبخ في بيت عائلة تاتينو تمثل بانوراما نموذجية لمشهد الجبل، تلك النافذة تواجه الشرق، والنافذة الشرقية كانت مقدسة في معتقدات الآينو، وعلى ذِكر المطبخ، يمكن أن تتناول البيض المسلوق وحساء الميسو والأرز المطهو على البخار في الإفطار التقليدي، وأما الأونيجيري (كرات الأرز) الملفوفة في النوري (أعشاب بحرية مجفَّفة) مع الزنجبيل الوردي والكمثرى المخللة فغداءٌ مناسب لحمله في الرحلات، ولكل شون (موسِم) هنا طعامٌ يُميزه، الجمبري في الربيع، وشعرية الصوبا (الحنطة السوداء) التي تأتي من العاصِمة في الصيف، والأودِن أو حساء كعك السمك في الشتاء بعد التزلُّج على المنحدرات، وفي الخريف ثمرات الكاكي وقرع العسل والأودون (شعرية ثخينة من القمح) ومكسرات الجِنْكَة.
بعض البيوت في المنطقة ليس بينها أي تشابه معماري؛ بناها أثرياء طوكيو، لكن في جهة أخرى بيوتٌ صغيرة متباعدة في الوادي، سُقُفها من الزنك المُموَّج، زارت منها رفيقتنا بيت يوكوتا-سان، التي تعيش معها حماتها العجوز الضعيفة، حدباء يكاد طول جسدها يساوي عرضه! كوجارا هي كلمة يابانية خاصة تصف هذه الحالة الشائعة للسيدات العجائز اللاتي يحملن آثار المجاعة في الحرب العالمية الثانية.
الفكرة من كتاب المرأة التي تجلب المطر – مذكرات من هوكايدو، اليابان
إن كنت من محبي الرحلات بشكلٍ عام، أو من محبي الطبيعة والنباتات، أو كنت مهتمًّا بالثقافة اليابانية، فتعالَ معنا في هذه الرحلة مع رفيقتنا الكاتبة، لنتعرَّف على هوكايدو وطبيعتها وبعضٍ من أهلها، وعلى شيءٍ من غرائب اللغة اليابانية، وعلى الخريف الياباني المميز، والمزيد في رحلةٍ تجمع المتعة والفائدة.
مؤلف كتاب المرأة التي تجلب المطر – مذكرات من هوكايدو، اليابان
إلينيد جراميش، كاتبةٌ ومترجمة ويلزية ألمانية، ولدت في المملكة المتحدة عام 1989، درست الإنجليزية في جامعة أكسفورد، ودرست الكتابة الإبداعية في جامعة إيست أنجليا، وتدرس الدكتوراه الآن في جامعة آبريستويث، عاشت وعملت في اليابان فترةً بمنحة من مؤسسة دايوا، وتتحدث أربع لغات هي اليابانية والألمانية إضافةً إلى الإنجليزية والويلزية، وكتبت قصصًا قصيرة بالإنجليزية والويلزية، وترجمت رواية “Goldfish Memory” من الويلزية إلى الإنجليزية، وفاز كتابها “المرأة التي تجلب المطر” بجائزة الكتابة الجديدة في ويلز عام 2015.
معلومات عن المترجم:
عبد الرحيم يوسف، شاعر ومترجم مصري، ولد في الإسكندرية عام 1975، ودرس اللغة الإنجليزية في كلية التربية بجامعة الإسكندرية، وتخرج فيها عام 1997 وعمل مدرسًا لعشرين عامًا، وترجم العديد من التقارير مترجمًا حرًّا لمنظمات عالمية.
نشر سبعة دواوين بالعامية المصرية منها: “عفريت العلبة”، وعشرة كتب مترجمة منها “حلم ليلة منتصف الصيف” لويليام شكسبير، وفازت ترجمته لكتاب “ثلاث دراسات حول الأخلاق والفضيلة” لبرنارد ماندفيل بجائزة الدولة التشجيعية للآداب فرع ترجمة الأعمال الفكرية عام 2016.