مرحبًا في هوكايدو!
مرحبًا في هوكايدو!
وصلت إلينيد جراميش إلى هوكايدو، جزيرة في شمال اليابان، حيث شعب الآينو الذين كانوا السكان الأصليين لليابان قبل وصول أسلاف اليابانيين من الصين، كانت تسمَّى إيزو من قبل، وهي ريف ناءٍ مشهور بالجبن واللبن اللذان لا يُصنعان في أي مكانٍ آخر في البلاد، وبعد أن كانت منفًى للمحكوم عليهم بالأشغال الشاقة، مُنحت هوكايدو هويَّتها اليابانية قبل 150 عامًا فقط.
يصطحب رفيقتَنا مُضيفاها السيد والسيدة تاتينو إلى منطقة نيسيكو – تشو حيث يسكنان، وتراقب في الطريق الحيوانات، والأشجار وأزهار الكاميليا المتفتحة بينها، وتظهر الحقول الفسيحة التي تذكِّرها بشرقي إنجلترا حيث درست، لكنها لا تألف من النباتات هنا إلا البطاطس والكرنب، فهناك فول الإداماميه، والدايكون (الفجل الأبيض)، وجذور الواسابي (الفجل الياباني)، والناجايمو (البطاطس الصينية)، ويقطين هوكايدو الحلو.
وحين اقتربوا، بعدما خرجوا من بين أشجار الصنوبر والقيقب والسرو، ظهر بشكل مفاجئ وجميل “يوتاي-سان”! إنَّ جبل يوتاي Yotei في هوكايدو كجبل فوجي في طوكيو وكان معروفًا بإيزو فوجي، واليابانيون يضيفون إلى أسماء الجبال “سان” التي تعني سيد أو سيدة أو Mister وMiss في الإنجليزية، فإن فوجي-سان مشهور بأنه جبل خجول ربما تخفيه سحابة في أي لحظة، لكن يوتاي-سان يبدو أكثر خجلًا وغموضًا، وتشبهه الكاتبة برجلٍ عجوزٍ متجهِّمٍ عابسٍ قصير؛ ارتفاعه 1898 مترًا في نصف حجم فوجي، لا يرحِّب بالزائرين ولا يريد أن يتسلَّقه أحد أو يرسمه أو يمدحه في قصائد الهايكو والتانكا، وجهه من صخور الأنديزايت والداسيت البركانية، وترتجف الرواسب الغاضبة في معدته، لكنه مع ذلك جميل؛ “يوتاي” تعني حافر الخروف، وكغيره من الأسماء في هوكايدو حظي بتسمية عشوائية نبذت أسماء المواقع الجغرافية للآينو، كان اسم الجبل الأصلي هو ماكاري نوبوري، أي الجبل المحاط بالنهر، متضمنًا أُلفة بالجبل وما يحيطه من طبيعة، وليس كحافر الخروف الذي يبدو أنه ينتبذه من الثقافة التقليدية الراقية ويهدِّد بأن يصبح منفصلًا جامدًا.
يوتاي-سان يمكن اعتباره كتقويم للفصول، في الربيع، نجد التورُّد الدافئ في منحدراته، وفي الصيف تظهر خضرته، وفي الشتاء نرى الثلج السميك الأبيض يغطِّيه، أما في الخريف فنلمحُ حُمرة كويو على منحدراته والجليد على قمَّته.
الفكرة من كتاب المرأة التي تجلب المطر – مذكرات من هوكايدو، اليابان
إن كنت من محبي الرحلات بشكلٍ عام، أو من محبي الطبيعة والنباتات، أو كنت مهتمًّا بالثقافة اليابانية، فتعالَ معنا في هذه الرحلة مع رفيقتنا الكاتبة، لنتعرَّف على هوكايدو وطبيعتها وبعضٍ من أهلها، وعلى شيءٍ من غرائب اللغة اليابانية، وعلى الخريف الياباني المميز، والمزيد في رحلةٍ تجمع المتعة والفائدة.
مؤلف كتاب المرأة التي تجلب المطر – مذكرات من هوكايدو، اليابان
إلينيد جراميش، كاتبةٌ ومترجمة ويلزية ألمانية، ولدت في المملكة المتحدة عام 1989، درست الإنجليزية في جامعة أكسفورد، ودرست الكتابة الإبداعية في جامعة إيست أنجليا، وتدرس الدكتوراه الآن في جامعة آبريستويث، عاشت وعملت في اليابان فترةً بمنحة من مؤسسة دايوا، وتتحدث أربع لغات هي اليابانية والألمانية إضافةً إلى الإنجليزية والويلزية، وكتبت قصصًا قصيرة بالإنجليزية والويلزية، وترجمت رواية “Goldfish Memory” من الويلزية إلى الإنجليزية، وفاز كتابها “المرأة التي تجلب المطر” بجائزة الكتابة الجديدة في ويلز عام 2015.
معلومات عن المترجم:
عبد الرحيم يوسف، شاعر ومترجم مصري، ولد في الإسكندرية عام 1975، ودرس اللغة الإنجليزية في كلية التربية بجامعة الإسكندرية، وتخرج فيها عام 1997 وعمل مدرسًا لعشرين عامًا، وترجم العديد من التقارير مترجمًا حرًّا لمنظمات عالمية.
نشر سبعة دواوين بالعامية المصرية منها: “عفريت العلبة”، وعشرة كتب مترجمة منها “حلم ليلة منتصف الصيف” لويليام شكسبير، وفازت ترجمته لكتاب “ثلاث دراسات حول الأخلاق والفضيلة” لبرنارد ماندفيل بجائزة الدولة التشجيعية للآداب فرع ترجمة الأعمال الفكرية عام 2016.