أساليب متنوعة
أساليب متنوعة
للتعليم والتعلم أساليب متنوعة، تختلف حسب طبيعة الطلاب والمعلمين في الأماكن المختلفة، أكثرها شيوعًا في المنطقة العربية –للأسف- هو أسلوب التلقين، وإن كان غيره من الأساليب أكثر نفعًا مثل التعلم النشط والتعلم التعاوني والتعلم الإلكتروني والتعلم السريع والتعلم الذاتي، ويتغير دور المعلم في هذه الأساليب من ملَقِّن إلى مرشد وموجِّه، ويصبح الطالب مشاركًا فعالًا في عملية التعلم وليس مجرد متلقٍّ.
التعلم التعاوني مثلاً يهدف إلى جعل المتعلم عضوًا فاعلًا ومؤثرًا في مجموعة، ويمكن تنفيذه بأشكال واستراتيجيات متنوعة، منها استراتيجية “فكِّر – زاوج – شارك”، وفيها يفكر الطالب وحده في موضوع معين، ثم يشارك أفكاره مع متعلم آخر مثل زميله الذي يجلس بجانبه، ثم يشارك كل زوج الأفكار مع مجموعة كبيرة.
أما التعلم الإلكتروني (الذي يُطلق عليه التعلم الذكي) فهو الأسلوب القائم على استخدام التكنولوجيا والنظم الإلكترونية في التعليم، وهو يضمن استمرار عملية التعلم رغم الظروف، كسوء الأحوال الجوية مثلًا، ورغم الأزمات المحلية والعالمية، كما رأينا مع جائحة كورونا، إذ إنه يمنحنا فرصة لاستيعاب المعلومات بطرق غير تقليدية، وفرصة تواصل دائم بين المعلم وطلابه، كما يشجِّع المتعلمين على استخدام الأدوات التكنولوجية وتحقيق أكبر استفادة منها.
لعلَّك تساءلت من قبل: كيف يتعلَّم بعض الناس كثيرًا من المعلومات والمهارات بسرعة كبيرة؟ إن السبب ليس ذكاء خارقًا، وإنما اتباعهم لاستراتيجيات غير تقليدية في التعلم، لا يحدثوننا عنها في المدارس والجامعات عادةً، فالسر يكمن في الربط، أي أنهم لا يعتمدون على التلقين ومراجعة ما لُقِّنوه فقط، وإنما يربطون المعلومات بغيرها من خلال تشبيهاتٍ مبتكرة، مثل تشبيه ميزانية شركة بالدورة الدموية، أو تمثيل معادلاتٍ تفاضلية بعداد السيارة، وهذا يعطي الفكرة صورة حيةً وملموسة، ومهم أن تطلق العنان للتخيل والإبداع في هذا، وإذا واجهت موضوعًا صعب الفهم، فابحث عن طفلٍ في السادسة واشرحه له، أو تخيل ذلك؛ ربما تبدو فكرة غريبة لكنها ستجبرك على تبسيط المعلومة وعلى ربط أفكارك.
الفكرة من كتاب رحلة التعليم والتعلم الذاتي
لا يخفى على أحدٍ ما للتعليم من أثرٍ في تقدم الأمم والمجتمعات أو تأخرها، ولا ينكر أحدٌ ما للتعلم الذاتي من أهمية وفائدة إضافةً إلى توافر مصادره وسهولة الوصول إليها في هذا العصر؛ وانطلاقًا من هذا يحدثنا الكتاب عن أساليب مختلفة ومتنوعة للتعليم بعيدًا عن أسلوب التلقين التقليدي وأكثر فاعلية منه، ويحدثنا عن التعلم الذاتي وخصائصه والمهارات اللازمة له وبعض مصادره أيضًا.
مؤلف كتاب رحلة التعليم والتعلم الذاتي
مريم بنت محمد العرفج الغامدي: معلمة بالمملكة العربية السعودية، تحب التعليم والتعلم، ومهتمة بالتعلم الذاتي، ولها كتاب آخر عنوانه “خبراتي وتجاربي في التعليم”.