دور الصحابي الجليل خوَّات في الغزوات
دور الصحابي الجليل خوَّات في الغزوات
لم يتخَّلف خوَّات ولا مرة عن الركب إلى الجهاد في سبيل الله وعُرف بإقدامه، وقد ذكر المؤرخون أنه حضر غزوة بدر وخرج منها مُصابًا بكسر في قدمه، وكان من ضمن الثمانية الذين أجرهم النبي وضرب بسهامهم وكان في هذه الغزوة يركب على الدابة خلف النبي (صلى الله عليه وسلم)، وفي غزوة أُحُد قال: “ضحكتُ في موضع لم يضحك فيه أحَدٌ قط، ونمتُ في موضع لم ينم فيه أحد قط!” حين وجد أخاه سيدنا عبد الله بن جُبير (رضي الله عنه) مقتولًا وشُقَّت بطنه وخرجت حشوته فجاء بصاحب له وشدَّ بطنه بعمامته ثم حمله مع صاحبه فرجعت حشوة بطنه بصوتٍ ففزع صاحبه ووقع منه فضحك، ثم مشى فحفروا له ليُدفن فلما دفنوه وجد فارسًا يسدِّد نحوه سهمًا ليقتله فغلبه النعاس ونام في موضعه ولم يرَ شيئًا بعدها، أما غزوة بني قريظة فقد دعاه الرسول وهم محاصرون في الخندق ليطلب منه أن يذهب إلى بني قريظة فيرى هل عندهم خلل في موضع ويعود ليخبره فخرج بالفعل عند الغروب وصلى صلاة المغرب ثم دنا من القوم، فجاء في نفسه أن يستقر في مكمن منهم فغلبه النوم ولم يستيقظ إلا حينما شعر أن أحدهم يحمله على عنقه فعلم أنه طليعة من قريظة فاستحى من النبي لأنه ضيَّع ثغرًا أُمر به، لكنه استمر في تمثيله بأنه نائم حتى أنه ترك ذراعيه متدليتين وسمعهم يتكلمون باليهودية فوضع يده على المعول لينتزعه فإذا وجد في يده كبد الرجل ووقع ميتًا ثم عاد إلى النبي، فلما رأه النبي قال: “أفلح وجهُكَ” فقال: “ووجهك يا رسول الله! قال النبي: أخبرني خبرك، فأخبرته، فقال النبي (صلى الله عليه وسلم): “هكذا أخبرني جبريل”، وقال القوم: هكذا حدثنا رسول الله.
الفكرة من كتاب خوات في ظلال التربية النبوية
لطالما كان صحابة رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يأكلون من مأكله ويشربون من مشربه ويتعلَّمون منه في كل صغيرة وكبيرة حتى أنه علمهم الدعاء فكانوا انعكاسًا لتربيته النبوية لهم، وكان نهج حياتهم مع حياته، لذا كان الأولى بنا كمسلمين أن نقتدي بهم بعد رسول الله ونتربى على تربيتهم ونُربي كذلك، ومن إحدى السير المهمة ولكن نوعًا ما انغمست سيرته تقصيرًا منا كان الصحابي الفارس خوات بن جُبير الأنصاري الذي سنعرض كثيرًا من مواقف حياته مع النبي (صلى الله عليه وسلم) وكيف كان النبي فيها خير معلم ومُربٍّ، وكيف كانت نفوس الصحابة واستقبالهم لهذه التربية العظيمة النبوية.
مؤلف كتاب خوات في ظلال التربية النبوية
الدكتور محمد حشمت باحث وكاتب ومُحاضر، وباحث دكتوراه، وحاصل على ماجستير في العقيدة، وليسانس اللغة العربية والعلوم الإسلامية، وله عدة مؤلفات: “نظرية الدين والتدين”، و”الفهم والوهم”، و”أضغاث أوهام”، و”قراءة في أفكار عبد الجواد ياسين”، و”كعب بن مالك في ظلال التربية النبوية”، و”الرميصاء ظلال التربية النبوية”، و”جابر بن عبد الله ظلال التربية النبوية”.