صحابة رسول الله (صلى الله عليه وسلم)
صحابة رسول الله (صلى الله عليه وسلم)
ماذا تُعني كلمة (الصحابة) هو اسم مشتق في اللغة العربية من كلمة صحب، وهي جمع كلمة (صحابي)؛ كلمة إسلامية نعني بها كل من رأى النبي وآمن ومات على الإسلام وصاحبه فترة زمنية معينة وصدقوا برسالة النبي، ورافقوه ونصروه ودافعوا عنه وعن دين الله وهاجروا معه في هجرته من مكة إلى المدينة، وقد فضل النبي الصحابة عن غيرهم، وتُعدُّ منزلتهم العظيمة بعد منزلة الأنبياء والرسل، وقد ذكرهم الله (عز وجل) في كتابه: ﴿مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ ۚ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ ۖ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا ۖ سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِم مِّنْ أَثَرِ السُّجُودِ ۚ ذَٰلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ ۚ وَمَثَلُهُمْ فِي الْإِنجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَىٰ عَلَىٰ سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ ۗ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا﴾ (سورة الفتح: 29)، ويقصد هنا الصحابة، ولا يُعنى بصحابة رسول الله أنهم كانوا يصاحبونه في مجالس العلم والذكر والمسجد فقط أو حتى الدعوة فقط، بل أيضًا أفنوا أعمارهم وأموالهم في سبيل الله يجاهدون مُدافعةً عن الله ورسوله ورسالاته، ثم يعودون من غزواتهم إلى بيوتهم يقيمون صلوات الليل ويتدبَّرون القرآن ويسألون الله ألا يجعلهم من المنافقين، يخرجون زكاتهم ويسألون النبي عن الصغيرة قبل الكبيرة، وكانت حياتهم كباقي البشر لكن ليست بقوانين البشر؛ يخطئون ويصيبون يتعلمون ويعلمون، تربيتهم كانت تربية نبوية شريفة، وكل صحابي منهم كان له أثر وبذل من نوع خاص، ووجب علينا أن نتأمَّل حياتهم وصحبتهم لنبي الله لنتربَّى ونُربِّي، كما قال النبي (صلى الله عليه وسلم) عنهم: “النجوم أمنةٌ للسماء، فإذا ذهبت النجوم أتى السماء ما تُوعدُ، وأنا أمنةٌ لأصحابي، فإذا ذهبتُ أتى أصحابي ما يُوعدون، وأصحابي أمنةٌ لأُمَّتي، فإذا ذهب أصحابي أتى أمتي ما يُوعدون”.
الفكرة من كتاب خوات في ظلال التربية النبوية
لطالما كان صحابة رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يأكلون من مأكله ويشربون من مشربه ويتعلَّمون منه في كل صغيرة وكبيرة حتى أنه علمهم الدعاء فكانوا انعكاسًا لتربيته النبوية لهم، وكان نهج حياتهم مع حياته، لذا كان الأولى بنا كمسلمين أن نقتدي بهم بعد رسول الله ونتربى على تربيتهم ونُربي كذلك، ومن إحدى السير المهمة ولكن نوعًا ما انغمست سيرته تقصيرًا منا كان الصحابي الفارس خوات بن جُبير الأنصاري الذي سنعرض كثيرًا من مواقف حياته مع النبي (صلى الله عليه وسلم) وكيف كان النبي فيها خير معلم ومُربٍّ، وكيف كانت نفوس الصحابة واستقبالهم لهذه التربية العظيمة النبوية.
مؤلف كتاب خوات في ظلال التربية النبوية
الدكتور محمد حشمت باحث وكاتب ومُحاضر، وباحث دكتوراه، وحاصل على ماجستير في العقيدة، وليسانس اللغة العربية والعلوم الإسلامية، وله عدة مؤلفات: “نظرية الدين والتدين”، و”الفهم والوهم”، و”أضغاث أوهام”، و”قراءة في أفكار عبد الجواد ياسين”، و”كعب بن مالك في ظلال التربية النبوية”، و”الرميصاء ظلال التربية النبوية”، و”جابر بن عبد الله ظلال التربية النبوية”.