هل يعدُّ الصمت حكمة؟
هل يعدُّ الصمت حكمة؟
إن الإنسان عندما يتبادل الكلمات والحروف كوسائل للتعبير عن كوامن النفوس، فهي تعد أدوات التباس أكثر منها أدوات تحديد، “فالحرف يعجز أن يخبر عن نفسه فكيف يخبر عني”؛ فعندما يقول الحبيب لحبيبته: “أحبك” فهو يقصد بذلك التعبير عن حالة وجدانية خاصة وذاتية، فلا يجد إلا هذه الكلمة المستهلكة. ولو أنه صمت -كما يقول المؤلف- لكان صمته أبلغ، فالمحب الصامت يستطيع أن ينقل لغته وحبه إلى الآخر إذا كان الآخر على نفس المستوى من رهافة الحس، فالإنسان معجزة المخلوقات، ليس آلة كاتبة ولا أسطوانة ناطقة.
ومن هذه النقطة يخبرنا الدكتور مصطفى محمود أن دائمًا في كل زواجٍ شيئًا ناقصًا، فإذا وجد الحب صرخت الزوجة بأنها لا تجد المال الكافي، وإذا وجد المال صرخت بأنها لا تجد الحب الكافي وهكذا، المهم أن تصرخ وتفش الغل، ودائمًا هناك غل.
ويوضح لنا أن الله نزع الغل والحقد من صدور أهل الجنة، لأن الغل هو السر في الجحيم الذي نعيشه، فيقول تعالى: “وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِم مِّنْ غِلٍّ إِخْوَانًا عَلَىٰ سُرُرٍ مُّتَقَابِلِينَ”.
إن السعادة الحقيقية لا تكن أبدًا صراعًا، وإنما هي حالة عميقة من حالات السكينة، وإحساس بالصلح مع النفس والدنيا والله واقتناع كامل بالعدالة الكونية، وقديمًا قالوا إن البيوت السعيدة لا صوت لها، ولا أحد يتخذ منها مادة للكلام ولا يروي عنها قصة، فأين تلك البيوت السعيدة الآن؟ ما أقلها؟
الفكرة من كتاب الروح والجسد
يتحدث الدكتور مصطفى محمود في هذا الكتاب عن طرفين نقيضين يتصارعان، وبينهما يعيش الإنسان في مشقة وتعب، فيتناول الكاتب هذا الصراع من زوايا مختلفة، إذ يناقش عدة قضايا منها: “الصمت والروح والجسد والماء والأصنام والحب والعداوة” وغيرها من الموضوعات التي تهم الإنسان.
مؤلف كتاب الروح والجسد
مصطفى كمال محمود، مفكر وطبيب وأديب مصري، درس الطب ولكنه تفرغ للكتابة والبحث.
ألَّف 89 كتابًا منها الكتب العلمية والدينية والفلسفية والاجتماعية.
أنشأ مسجده في القاهرة، ويتبع له ثلاثة مراكز طبية، ويضم المركز أربعة مراصد فلكية، ومتحفًا للجيولوجيا.