الأنوثة والرمان
الأنوثة والرمان
اختارت الكاتبة فاكهة الرمان لتكون رمزًا للأنوثة، وسبب اختيارها للرمان هو شكلها الدائري الأقرب إلى الأنوثة في الانسيابية، كما أن تكوين الرمان سيكون مساعدًا على توضيح أنماط النساء التي اختارتها الكاتبة.
فالنساء ثلاثة أنماط: هناك من هي خارجية الأنوثة وتُسميها أنثى قشرة الرمان، وهناك من هي داخلية وخارجية الأنوثة وهي أنثى الرمانة الكاملة، وهناك من تفتقد الأنوثة الداخلية والخارجية وهي أنثى حبَّة الرمان.
وكلٌّ من تلك الأنماط تختلف في طريقة تربيتها ونشأتها، وفي طريقة تعاملها مع جسدها، وفي علاقاتها العاطفيَّة، وفي علاقتها مع أطفالها، وفي علاقاتها الاجتماعية ومع المال، وفي مشاعرها النفسية الغالبة وغيرها.
فنبدأ مع نشأة كلٍّ منهنَّ في الصغر، فقشرة الرمان صاحبة الأنوثة الخارجية في الغالب قد نشأت في بيئة متساهلة، بيئة قدَّمت لها الكثير من الماديات و الرفاهيات في صغرها، ولم تحرص تلك البيئة على تأكيد قيمة الطفل الداخلية بعيدًا عن الماديات والممتلكات، أو لم تقدِّم لها المشاعر العميقة والاهتمام المعنوي، ولهذا نشأ تركيزها على الجمال الخارجي فحسب، فصارت تتمتَّع بجاذبية خارجية ولكنها هشَّة من الداخل وتشعر بالخواء والفراغ، فلم يُعلِّمها أحد أنها مخلوقة أكرم وأعظم من مجرد جسد.
أما حبة الرمان فقد تكون نشأت في بيئة متسلِّطة تعتمد على الترهيب أو في بيئة تُبالغ في الاحترام وكأنها حالة من القدسية، وهذه البيئات تُشعِر الطفل دائمًا أنه أقرب إلى الخطأ فيمارس على نفسه الكثير من اللوم والإحساس بالذنب.
أما الرمانة الكاملة فقد نشأت في بيئة متزنة، بين التساهل والتسلط، بيئة لا تثني فقط على جمال الطفل، بل تثني على أخلاقه وسلوكياته.
وتوضيح البيئات التنشئة لا يعني الاستسلام وكأنه أمر لا يقبل التغيير، بل المراد هو رفع الوعي لنتغيَّر إلى الطريق الصحيح.
الفكرة من كتاب كاريزما الأنوثة
تولد الفتاة ويعتقد والداها أن أنوثتها شيء فطري فيها لا داعي للحرص على تنميته والمحافظة عليه، وهذا الاعتقاد خطير جدًّا لأنه إن لم يكن هناك ضابط لمعنى الأنوثة ستميل الفتاة عندما تكبر إلى تصوُّرات خاطئة عن أنوثتها في الغالب، فقد تعتقد أن الأنوثة هي الولع الشديد بالجمال وحالة من الدلال، أو على الجانب الآخر قد ترفض أنوثتها وتشعر أنها حالة من الضعف يجب أن تتخلَّص منها، فتُهمل في أنوثتها وتبدأ بالاندثار يومًا بعد يوم.
ومن هنا عملت الكاتبة على توضيح التصوُّر المتزن لمعنى الأنوثة من خلال تجاربها، موضحة الأنماط المختلفة التي تكون عليها بعض النساء بسبب تصوُّراتهن المختلفة عن الأنوثة.
مؤلف كتاب كاريزما الأنوثة
رهام الرشيدي: مدوِّنة كويتية حاصلة على بكالوريوس الهندسة من جامعة الكويت، تعمل مدرِّبة للأنوثة، أسَّست مركز “رهام هاوس” لنشر الوعي الأنثوي بين نساء الوطن العربي، وحصلت على تكريم وزارة الدولة لشؤون الشباب في الكويت ضمن فعاليات جائزة التميز والإبداع.