العلاج الجماعي
العلاج الجماعي
إنَّ حالات الفشل في العلاقات الاجتماعية، والشخصيات الانطوائية والذين يعانون الوحدة لفشلهم في التفاعل مع الآخرين يكون من الأفضل لهم تلقي العلاج في جماعات، فالعلاج الجماعي يهدف إلى حل مشكلات العملاء بوضعهم مع أناس تتشابه مشكلاتهم، للسماح بقدر من التفاعل يؤدي إلى تحقيق الأهداف المرغوبة، ويتخذ العلاج الجمعي أشكالًا متعددة مثل السيكودراما الذي ابتكره “مورينو” لتمثيل الأدوار الاجتماعية، ومنها المجتمع العلاجي حيث يتم علاج المريض من خلال التشجيع والحث المستمر من بقية أفراد المجموعة، ومنها جماعات المواجهة أو تدريب الحساسية حيث يُتاح لكل فرد في الجماعة أن يُفصح عن مشاعره تجاه الآخرين بكل حرية وصراحة، ويُعد العلاج السلوكي الجمعي من أحدث الممارسات المعاصرة في استغلال الجماعة لضبط سلوك الأفراد في مواقف كانت تثير عنده مشاعر الحرج والنقص وعدم الكفاءة، والجماعة تعطي الفرد فرصة لاكتشاف مهارات كان غير مدرك لوجودها كالقيادة وتوجيه الآخرين، كما أن الضوابط التي تفرضها الجماعة تعين على ترك السلوكيات الشاذة والالتزام بواجبات العلاج والتهيئة النفسية لتقييم أفعاله.
يُعد أسلوب اقتصاديات المنح من أكثر البرامج فاعلية لتقبُّل المريض للعلاج، ويمكن استخدامه في أي مؤسسة بها مشكلات سلوكية كالمصحات النفسية والمدارس والسجون، وتطبيقها على جماعات كبيرة بتكلفة يسيرة، ويعتمد على تدعيم السلوكيات الإيجابية من خلال وسائط للتدعيم كالقطع المعدنية والبطاقات الورقية، وهي مدعمات ثانوية تترجم إلى مدعمات أولية ذات قيمة وتمثل مكافأة كالنقود والنزهات والحلوى، أي يعمل البرنامج على تنفيذ تعاقد علاجي لإبراز سلوك مرغوب مقابل تدعيم معين (جائزة أو كلمة ثناء)، كما يستخدم مبدأ بريماك القائل إن “أي سـلوك شائع يمكن أن يتحول إلى مدعِّم لظهور سلوك آخر قليل الشيوع” مثل أن يكون البقاء في السرير هو السلوك الشائع لدى نزلاء مستشفى بينما غير الشائع هو ممارسة أنشطة رياضية؛ فيُعاد ترتيب الأنشطة ليصبح السرير مكافأة على الحركة.
الفكرة من كتاب علم النفس الإكلينيكي في ميدان الطب النفسي
ظلَّ دور علم النفس الإكلينيكي محصورًا في الفحص والتشخيص منذ أن أطلق “ويتمر” مفهومه لأول مرة عام ١٨٩٦ واصفًا مجموعة الإجراءات التشخيصية للتخلُّف العقلي عند الأطفال، ولكن بعد نهاية الحرب العالمية الثانية دخل ذلك التخصُّص بقوة في تقديم الاستشارة والنصح ومباشرة العلاج النفسي لطائفة متنوعة من الأمراض النفسية والعقلية، فضلًا عن دوره الواسع في مجال الأبحاث المتعلقة بتحسين أساليب العلاج والتفريقات التشخيصية، بل واتسعت مجالاته المهنية تدريجيًّا من التعامل مع فرد واحد مضطرب إلى التعامل مع أنواع من الجماعات كالعائلات وطلاب المدارس والمساجين للتخلص مـن الأنمـاط السيئة في التفاعل والمشكلات الاجتماعية أو طلب الإرشاد للتعامل الأمثل مع الواقع وأحداث الحياة.
مؤلف كتاب علم النفس الإكلينيكي في ميدان الطب النفسي
الدكتور عبد الستار إبراهيم: هو أستاذ متخصص في علم النفس الإكلينيكي ورئيس قسم الطب النفسي بكلية الطب بجامعة الملك فيصل، واستشاري الصحة النفسية بمستشفى الملك فهد، وعضو في جمعية الصحة العقلية التابعة لمنظمة الصحة الدولية وجمعية الصحة النفسية الأمريكية، وحصل على العديد من الجوائز العلمية، وله نحو مائة بحث ومقالة باللغتين العربية والإنجليزية في مجالي علم النفس والطب النفسي، فضلًا عن عدد من المؤلفات، ومنها:
– الإنسان وعلم النفس.
– القلق قيود من الوهم.
– السعادة في عالم مشحون بالتوتر وضغوط الحياة.
الدكتور عبد الله عسكر: أستاذ ورئيس قسم علم النفس بكلية الآداب جامعة الزقازيق، عمل استشاريًّا للصحة النفسية بالمملكة العربية السعودية حتى ١٩٩٦، وهو عضو جمعية علم النفس المصرية بالقاهرة، وعضو الجمعية الإسلامية العالمية للصحة النفسية بالقاهرة، وله العديد من الندوات والمؤتمرات والأبحاث في مجالي علم النفس والصحة النفسية، وله مؤلفات منها:
– علم النفس الفسيولوجي.
– مدخل إلى التحليل النفسي اللاكاني.
– الإدمان بين التشخيص والعلاج والوقاية.