مدارس العلاج النفسي
مدارس العلاج النفسي
تختلف فنيات العلاج النفسي حسب المدرسة التابعة لها، وهناك أربعة تيارات رئيسة، وهي: التحليل النفسي، والعلاج المتمركز حول العميل، والعلاج الوجودي والإنساني، والعلاج السلوكي.
ويعدُّ “فرويد” هو الأب الروحي للتحليل النفسي، ويعتقد المحلِّلون أن لطفولته أثرًا كبيرًا في نظرياته، إذ كان شديد التعلق بأمه التي كانت تصغر والده المتحرر بفارق كبير، ويرى “فرويد” أن الإنسان يُولد مزودًا بطاقة جنسية يسميها “اللبيدو” تحرك اتجاهاته نحو الصحة والمرض، وتتكوَّن من ثلاثة أجزاء: جزء الـ”هي” يعبر عن الغريزة والحيوانية، وجزء الأنا العاقلة التي توجه سلوك الإنسان وَفق متطلبات الواقع والوعي، وجزء الأنا الأعلى الممثل للضمير الذي يتكون بسبب الضغوط الاجتماعية على الطفل للتخلي عن الأنانية والحيوانية، وتنشأ كل الأمراض النفسية نتيجة الصراع بين تلك المكونات الثلاثة، وابتكر “فرويد” مبدأ اللاشعور، بمعنى أن كل تصرفات الإنسان ما هي إلا تكرار رمزي لخبرات الطفولة، لذا تكمن وظيفة المعالج النفسي في البحث عن الدوافع اللاشعورية لسلوك المريض، وابتكر كذلك مصطلح عقدة أوديب للإشارة إلى التنافس بين الطفل المتعلِّق بأمه والأب الذي يشاركه إياها، ومن خلال هذا التنافس يتجه الطفل نحو الرشد وتتكون مفاهيمه، فإذا ما فشل في الصراع تكوَّن عنده ما يُسمى بـ”عقدة الخصاء”، فينمو بمشاعر التهديد والخوف من والديه، ومن أبرز أعلام تلك المدرسة “يونج” و”أدلر” لكنهما اختلفا مع فرويد في كثير من الأفكار.
تأسست مدرسة العلاج المتمركز حول الذات على يد كارل روجرز، ومبناها على أن الإنسان يُولد وعنده دوافع فطرية للنمو والارتقاء وهي المحركة لسلوك الإنسان، ويرى أن مفهوم الذات تعبير عن وعي الإنسان بوجوده ووظيفته، ويتكون من تفاعل الإنسان مع البيئة والآخرين؛ فيتعامل مع الخبرات الحياتية بدمجها مع ذاته أو تجاهلها أو إنكارها لعدم اتساقها مع ذاته، لكن قد يعيد الإنسان بناء ذاته بإعادة النظر إلى تلك الخبرات بشروط معينة، فيعتمد روجرز في علاجه على تحفيز إمكانات النمو المدفونة في الإنسان عن طريق الصدق والتعاطف المتفهم والتقدير.
يقوم العلاج الإنساني على أفكار “وليم جيمس”، و”جولدشتاين” في أن سلوك الإنسان ليس أسير الماضي أو البيئة أو اللاشعور، بل هو حر الاختيار في اتخاذ السبيل المناسبة لتحقيق ذاته، والعلاج الوجودي هو امتداد للفلسفة الوجودية التي ترى مهمة الإنسان في البحث عن معنى لحياته، وهو محصور بين خيارات ثلاثة: الركون إلى الماضي والشعور بالذنب، أو الاستسلام للحاضر والافتقار إلى التغيير، أو ينظر إلى المستقبل والقلق لعجزه عن التنبؤ بالمجهول؛ وعلى الإنسان أن يتحلى بالشجاعة ويختار المستقبل.
الفكرة من كتاب علم النفس الإكلينيكي في ميدان الطب النفسي
ظلَّ دور علم النفس الإكلينيكي محصورًا في الفحص والتشخيص منذ أن أطلق “ويتمر” مفهومه لأول مرة عام ١٨٩٦ واصفًا مجموعة الإجراءات التشخيصية للتخلُّف العقلي عند الأطفال، ولكن بعد نهاية الحرب العالمية الثانية دخل ذلك التخصُّص بقوة في تقديم الاستشارة والنصح ومباشرة العلاج النفسي لطائفة متنوعة من الأمراض النفسية والعقلية، فضلًا عن دوره الواسع في مجال الأبحاث المتعلقة بتحسين أساليب العلاج والتفريقات التشخيصية، بل واتسعت مجالاته المهنية تدريجيًّا من التعامل مع فرد واحد مضطرب إلى التعامل مع أنواع من الجماعات كالعائلات وطلاب المدارس والمساجين للتخلص مـن الأنمـاط السيئة في التفاعل والمشكلات الاجتماعية أو طلب الإرشاد للتعامل الأمثل مع الواقع وأحداث الحياة.
مؤلف كتاب علم النفس الإكلينيكي في ميدان الطب النفسي
الدكتور عبد الستار إبراهيم: هو أستاذ متخصص في علم النفس الإكلينيكي ورئيس قسم الطب النفسي بكلية الطب بجامعة الملك فيصل، واستشاري الصحة النفسية بمستشفى الملك فهد، وعضو في جمعية الصحة العقلية التابعة لمنظمة الصحة الدولية وجمعية الصحة النفسية الأمريكية، وحصل على العديد من الجوائز العلمية، وله نحو مائة بحث ومقالة باللغتين العربية والإنجليزية في مجالي علم النفس والطب النفسي، فضلًا عن عدد من المؤلفات، ومنها:
– الإنسان وعلم النفس.
– القلق قيود من الوهم.
– السعادة في عالم مشحون بالتوتر وضغوط الحياة.
الدكتور عبد الله عسكر: أستاذ ورئيس قسم علم النفس بكلية الآداب جامعة الزقازيق، عمل استشاريًّا للصحة النفسية بالمملكة العربية السعودية حتى ١٩٩٦، وهو عضو جمعية علم النفس المصرية بالقاهرة، وعضو الجمعية الإسلامية العالمية للصحة النفسية بالقاهرة، وله العديد من الندوات والمؤتمرات والأبحاث في مجالي علم النفس والصحة النفسية، وله مؤلفات منها:
– علم النفس الفسيولوجي.
– مدخل إلى التحليل النفسي اللاكاني.
– الإدمان بين التشخيص والعلاج والوقاية.