التقبل نبراس التفاؤل
التقبل نبراس التفاؤل
توجد أمور لا يمكن تغييرها في هذه الحياة وعلى وعورتها لا تتحرك قيد أنملة، ومن الحمق والغباء الاصطدام معها بغرض تغييرها أو ليِّها، والمتفائل الكيس في هذه الحال يتقبل ويهادن ما لا يسع أحدًا تغييره أو تجنبه، لأن العبقرية كما يصفها “ويليامز جيمس” هي معرفة ما لا يجب أن تعيره اهتمامًا.
وإن كان عدم الرضا والاستسلام سببًا للبراعة والتفوق بقدر، فالحكمة تقتضي التفطن لحقيقة الأشياء وتعرفها رفعًا لوقوع الوهم في إدراكها، حتى نتمكن من الخروج من حالة الارتهان للمساعي المهدورة بلا علم ولا دراية، فقبول الأشياء على حقيقتها والتناغم معها وفقًا لهذه الحقيقة هو الرشد بذاته في هكذا أوضاع، إذ لا سبيل إلى ذلك إلا بالموازنة بين التمسك والترك والاهتمام وعدم الاكتراث والمداراة والتجاهل بحسب ما تقتضيه طبيعة الأشياء وظروفها وتتطلبه.
والتقبل ها هنا يقف على مقربة من الاكتفاء إذ لا يمكن أن نتقبل ونرتضي دون اكتفاء، إذ تؤدي النزعة المتعطشة للمزيد إلى زعزعة استقرار السوية وتسبب في تزهيد الإنسان في ما يملك وإن كان أعزه عليه وأثمنه، فتجده لا ينفك عن التذمر والازدراء ولا يمكن لشيء إشباعه وإرضاءه، وإنها لجناية وانتحار ومدعاة للتخلي والاستغناء بلا سبب ولا حق، وهذا مما لا تحمد عقباه.
وما أحوجنا في خضم هذا كله إلى المرونة، تلك الفسحة المستنيرة التي تحتضن الصواب وتهذب جادته -إقدامًا وإحجامًا- فلا هي بطاغية عليه مستبدة، ولا هي منصرفة عنه مستعلية، وللمرونة شؤون في حفظ حيوية الفكر وتفتق الذهن والتشوف للمعرفة والميل إلى المغامرة والمبادرة للحلول والخروج من المآزق والإشكالات، وفي ذلك الارتياح كل الارتياح والقدرة منتهى القدرة على التسديد والمقاربة، وذلك زاد المتفائل وعدته.
الفكرة من كتاب سلطة التفاؤل
يمكن للتفاؤل تذليل أعقد الصعاب وتهوين أشد المصائب وقعًا وتعقيدًا، إذ يتمتع المتفائلون بمرونة فريدة تساعدهم على الموازنة بين الدوافع الصادقة والمتدفقة والتفاعل مع المشكلات بحكمة وتأنٍّ في ظل الحفاظ على الحد الأدنى من القدرة على تجاوزها والتغلب عليها، متحلين بروح المحاولة والانخراط العالية وذلك لاصطباغ عقلياتهم بالطابع الإيجابي الذي تتلون فيه الألباب بطرق ومخارج يجد فيها الفكر دليله إلى طريق الهداية والتعامل الأقوم مع الجوائح والملمات باستبصار وحذر.
ويأتي هذا الكتاب على هيئة توجيهات وقواعد يمكن استغلالها لزيادة جرعة التفاؤل في زمن كثرت فيه الضغوط، وأحكمت المادية فيه قبضتها على كل جوانب الحياة مجتازين به مطبات التعثر ومزالق الاكتئاب.
مؤلف كتاب سلطة التفاؤل
هو “ألان لوي ماكغينيس – Alan Loy McGinnis” مؤلف ومعالج نفسي مسيحي الديانة، مؤسس ومدير مركز دالي للاستشارات في ولاية كاليفورنيا، إضافة إلى أنه كان وزيرًا لكنيسة المشيخية في غراندفيو، اشتغل معالجًا عائليًّا ومستشارًا لعدد من الشركات ومتحدثًا في التليفزيون والراديو، ألَّف عشرات الكتب التي بيع منها ملايين النسخ حول العالم وترجمت إلى ما يزيد على أربع عشرة لغة.
ومن بين هذه الكتب:
عامل الصداقة.
إخراج أفضل ما في الناس.
الحياة المتوازنة.
عامل الرومانسية.
معلومات عن المترجم:
ترجمة “بشار سامي يشوع” من أعماله:
مدخل السرد.
السرد في النص الدرامي.
الوصفة في القصة “التكامل والانحراف”.