التفاؤل بين الامتنان والتثمين
التفاؤل بين الامتنان والتثمين
لا يكون المتفائل إلا ممتنًّا شاكرًا فمغزى التفاؤل الحقيقي هو الحمد والامتنان وتحسس النعم، ونقيضه الضجر والسخط والنكران ما يستجلب به الاستياء والتشظي بعثرة العزائم وتدمير الجهود.
والامتنان ليس حالة مخصوصة أو ملكة نادرة يتميز بها البعض دون سواهم، إنما هو قرار الإرادة الحرة المودعة فينا والشجاعة في الاستجابة لذلك، علاوة على استثمار كل ما بين أيدينا بعقلية ونفسية نقية وصادقة لهذا قال “سانت بول” في هذا المعنى: “كل شيء حقيقي وكل شئ نزيه وصحيح ونقي وجميل ولطيف، وإذا وجدت شيئًا جديرًا بالثناء فعليك أن تفكر بكل هذه الأمور” وفي هذا إشارة إلى دور قدرتنا وإرادتنا الحرة اللتين نصنع منهما نسيجًا وسيطًا تعمل فيه عقولنا على تلقف الخيارات المضيئة وتوقي القرارات المظلمة.
والامتنان يمكن أن يُعلم أيضًا بالتدريب والممارسة، وما ذلك بالأمر البعيد أو المستحيل إذ يكفي أن تتأمل في شأنك لتكون ممتنًّا، تأمل في كم النعم التي اعتدتها، ماذا لو اختفت فجأة إلى أين سيؤول حالك؟! أحص الخيرات التي تحيط بك وسمها واحدة واحدة وتحسس أثرها وفكر كيف سيكون وضعك دونها، لتعلم كم الخواء الذي سينتابك حينها مدركًا أن الامتنان وجه من وجوه الشكر وصك كفالة دوام النعمة وزيادتها.
كما أن التثمين ربيب الامتنان، فالتثمين لا يجعل منك ذلك الشخص الممتن فحسب، بل يصنع فيك إنسانا آخر فوق الإنسان، يتألم لأوجاع الآخرين ويغرق في معاناتهم زاهدًا في ترف اللا مبالاة المتعجرف أو التغاضي المتكلف، يعرف بأي طريقة وكيف يستشعر مصاب الآخرين ويخفف من عبئهم.
الفكرة من كتاب سلطة التفاؤل
يمكن للتفاؤل تذليل أعقد الصعاب وتهوين أشد المصائب وقعًا وتعقيدًا، إذ يتمتع المتفائلون بمرونة فريدة تساعدهم على الموازنة بين الدوافع الصادقة والمتدفقة والتفاعل مع المشكلات بحكمة وتأنٍّ في ظل الحفاظ على الحد الأدنى من القدرة على تجاوزها والتغلب عليها، متحلين بروح المحاولة والانخراط العالية وذلك لاصطباغ عقلياتهم بالطابع الإيجابي الذي تتلون فيه الألباب بطرق ومخارج يجد فيها الفكر دليله إلى طريق الهداية والتعامل الأقوم مع الجوائح والملمات باستبصار وحذر.
ويأتي هذا الكتاب على هيئة توجيهات وقواعد يمكن استغلالها لزيادة جرعة التفاؤل في زمن كثرت فيه الضغوط، وأحكمت المادية فيه قبضتها على كل جوانب الحياة مجتازين به مطبات التعثر ومزالق الاكتئاب.
مؤلف كتاب سلطة التفاؤل
هو “ألان لوي ماكغينيس – Alan Loy McGinnis” مؤلف ومعالج نفسي مسيحي الديانة، مؤسس ومدير مركز دالي للاستشارات في ولاية كاليفورنيا، إضافة إلى أنه كان وزيرًا لكنيسة المشيخية في غراندفيو، اشتغل معالجًا عائليًّا ومستشارًا لعدد من الشركات ومتحدثًا في التليفزيون والراديو، ألَّف عشرات الكتب التي بيع منها ملايين النسخ حول العالم وترجمت إلى ما يزيد على أربع عشرة لغة.
ومن بين هذه الكتب:
عامل الصداقة.
إخراج أفضل ما في الناس.
الحياة المتوازنة.
عامل الرومانسية.
معلومات عن المترجم:
ترجمة “بشار سامي يشوع” من أعماله:
مدخل السرد.
السرد في النص الدرامي.
الوصفة في القصة “التكامل والانحراف”.