التفاؤل يشبه اليقين
التفاؤل يشبه اليقين
يُعرّف اليقين بأنه رؤية الحقائق بالقلب قبل المعاينة، والاطمئنان لها وإن ندرت براهينها واحتار العقل في تصور تراكيبها، إذ يكفي المتيقن منها ما يزيح عن بصره عبثية التجاحد وعشوائية التواكل وضبابية الشكوك.
ولما كان الجريان والتدفق على هذا الحال في اليقين هو عينه في التفاؤل -حركةً وتأطيرًا- صارا بمنزلة الطريق إلى الأمل والدليل للسلامة والكفاية في الاستناد والاعتماد حتى فراغ الشأن منهما وانقضاء الحاجة بهما.
وهذا ديدن المتفائلين دائمًا تفاؤلهم في يقينهم بتسيدهم وتحقيق مرادهم، يرونه ويبصرونه عين اليقين، فلا يركنون إلى الكسل والاتكال، ولا يسكنون إلى الراحة والتراخي، إنما هو الجد والجهد والاتقاد والكد، والمنهج المتزن المدروس الممانع للانقطاع والمقاوم للانزياح.
ولا بد للتفاؤل ما يغذيه مستبقيًا على جذوة الاستبصار به والتمسك بفتيله وإن خفت ورق، ومن أهم مغذياته في هذا الاستزادة من الأمل، فالأمل شبح القنوط ومهدد التراجع وطارد الوساوس والمرجفات، يجتاز به الإنسان أبدية البؤس وانهزامية التولي في الطلب والسعي والمحاولة.
ولليقين بالتفاؤل انتصاراته وإن صغرت، تلك التي يظفر بها المرء في أضيق مأزقه إحكامًا عليه بمبادرة صغيرة أو خطوة بسيطة متفطنًا سبيل خلاصه، على الشكل والكيفية التي لم يكن ينتظر أو يتوقع، إذ تقذف هذه الانتصارات الصغيرة في قلبه من الثقة على الإخضاع والحث على الاستمرار والتمسك بالمبادرة ما يضاعف قدرته ويسدد رميه.
ففي التشبث بالتفاؤل الإيمان والرغبة والحكمة والطموح والحرص على تعزيز الشغف – حفظا ومحافظة – وهذا هو عين الصواب ومطلبه.
الفكرة من كتاب سلطة التفاؤل
يمكن للتفاؤل تذليل أعقد الصعاب وتهوين أشد المصائب وقعًا وتعقيدًا، إذ يتمتع المتفائلون بمرونة فريدة تساعدهم على الموازنة بين الدوافع الصادقة والمتدفقة والتفاعل مع المشكلات بحكمة وتأنٍّ في ظل الحفاظ على الحد الأدنى من القدرة على تجاوزها والتغلب عليها، متحلين بروح المحاولة والانخراط العالية وذلك لاصطباغ عقلياتهم بالطابع الإيجابي الذي تتلون فيه الألباب بطرق ومخارج يجد فيها الفكر دليله إلى طريق الهداية والتعامل الأقوم مع الجوائح والملمات باستبصار وحذر.
ويأتي هذا الكتاب على هيئة توجيهات وقواعد يمكن استغلالها لزيادة جرعة التفاؤل في زمن كثرت فيه الضغوط، وأحكمت المادية فيه قبضتها على كل جوانب الحياة مجتازين به مطبات التعثر ومزالق الاكتئاب.
مؤلف كتاب سلطة التفاؤل
هو “ألان لوي ماكغينيس – Alan Loy McGinnis” مؤلف ومعالج نفسي مسيحي الديانة، مؤسس ومدير مركز دالي للاستشارات في ولاية كاليفورنيا، إضافة إلى أنه كان وزيرًا لكنيسة المشيخية في غراندفيو، اشتغل معالجًا عائليًّا ومستشارًا لعدد من الشركات ومتحدثًا في التليفزيون والراديو، ألَّف عشرات الكتب التي بيع منها ملايين النسخ حول العالم وترجمت إلى ما يزيد على أربع عشرة لغة.
ومن بين هذه الكتب:
عامل الصداقة.
إخراج أفضل ما في الناس.
الحياة المتوازنة.
عامل الرومانسية.
معلومات عن المترجم:
ترجمة “بشار سامي يشوع” من أعماله:
مدخل السرد.
السرد في النص الدرامي.
الوصفة في القصة “التكامل والانحراف”.