موقف محمد شحرور من قدرة الله (عز وجل)
موقف محمد شحرور من قدرة الله (عز وجل)
إن موقف شحرور من قدرة الله يظهر في قوله: “الحركة والسكون معًا وبشكل مطلق ومتكافئ تكون بإرادة الله”، فعنده أن “عمرو” إذا تحرَّك فهو الذي اختار الحركة بنفسه، وإذا سكن “زيد” فهو الذي اختار السكون، من ثمَّ يترتب على ذلك وجود الثواب والعقاب والمسؤولية، وهذا الكلام الذي يقوله يتناقض مع قوله إن كلام الله هو عين مخلوقاته، الذي يعني وجوب أن يكون كلام الله نافذًا، بينما يقول هنا إن الحركة والسكون ليسا بإرادة الله وقدرته، بل إن إرادة الله وقدرته مكافئتان لقدرة المخلوق وإرادته، بحيث تأتي إرادة المخلوق أولًا ثم تأتي إرادة الله مكافئة لها لترجيح وجودها، وهذا كلام فاسد وباطل يناقض “الإيمان بقدرة الله الشاملة، بأن ما شاء كان وما لم يشأ لم يكن”.
ويؤيد شحرور موقفه من قدرة الله بالقول: “هل قضى الله سلفًا أن يحكم هتلر ألمانيا ويسبب كوارث الحرب العالمية الثانية؟ والجواب: كلا، لأنها لم تخضع لقوله كن فيكون”، فنسي شحرور أو تجاهل قوله تعالى: ﴿مَا أَصَابَ مِن مُّصِيبَةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي أَنفُسِكُمْ إِلَّا فِي كِتَابٍ مِّن قَبْلِ أَن نَّبْرَأَهَا ۚ إِنَّ ذَٰلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ﴾، فهو يحتجُّ بالمصائب كالحرب، والله يقول إن كل ذلك في كتاب من قبل أن يكون، وبالتالي ذهب شحرور بهذا الموقف إلى القول “إن الله لم يكتب الشقاء والسعادة، والفقر والغنى، وطول العمر وقصره على أحد منذ الأزل!”.
وهذا الخلط الذي وقع فيه شحرور راجع إلى أنه يعتقد: “أن القضاء يلازمه أن الله مُحب لما هو واقع”، وهذا القول ليس جديدًا، بل هو قول قديم، قام علماء الإسلام بالرد عليه، يقول الإمام ابن القيم: “أصل ذلك كله هو الفَرق بين محبَّة الله ورضاه، ومشيئته وإرادته الكونية، وأن منشأ الضلال في هذا الباب (راجع إلى) التسوية بينهما، أو اعتقاد تلازمهما، فقالوا: المشيئة والمحبة سواء، أو متلازمتان”، والصحيح هو التفريق بينهما، “فالمشيئة والمحبة ليستا شيئًا واحدًا، ولا هما متلازمتان، بل قد يشاء الله ما لا يحبه، ويحب ما لا يشاء كونه”.
الفكرة من كتاب بؤس التلفيق.. نقد الأسس التي قام عليها طرح محمد شحرور
يستعرض هذا الكتاب منهج واحدٍ من الشخصيات المثيرة للجدل على الساحة العربية، وهو “محمد شحرور” الذي تم تقديمه على شاشات التلفاز على أنه باحث ومفكر ومجدِّد للفكر الإسلامي، ليبيِّن لنا من خلال تتبُّع الأسس التي يقوم عليها منهجه أنه عابث بمفردات اللغة ومعانيها، ويقوم بتحريف معاني ألفاظ آيات القرآن الكريم بوضعه معاني لا تتحمَّلها تلك الألفاظ، إذ لما استحال تزييف كلمات القرآن وتغيير حروفه، لجأ شحرور ومن صار على نهجه إلى تحريف معانيه تحت اسم “قراءة معاصرة” للقرآن، ما أدى إلى إفراغ آيات القرآن من معانيها ومقاصدها مبتدعًا مقاصد ومعاني جديدة ما أنزل الله بها من سلطان، كما يبيِّن لنا الكاتب الأسس الفلسفية الفاسدة التي تبنَّاها شحرور ليُقيم عليها منهجه التلفيقي.
مؤلف كتاب بؤس التلفيق.. نقد الأسس التي قام عليها طرح محمد شحرور
يوسف سمرين: كاتب شاب له اهتمام كبير بالمجال الفكري والفلسفي، وله نشاط نقدي كبير، حيث صدرت له عدة مؤلفات، منها: “موقف ابن تيمية من نظرية الحادث”، و”تناقضات منهجية.. نقد أطروحة عدنان إبراهيم للدكتوراه”، إلى جانب كتابه “بؤس التلفيق”، كما أن له أعمالًا مسموعة مثل: “سلسلة مدخل إلى الفلسفة”.