خلط محمد شحرور بين العلوم
خلط محمد شحرور بين العلوم
تنقسم العلوم إلى نوعين، النوع الأول (العلوم المحصورة)؛ كعلوم اللغة والعلوم الشرعية، إذ إن تلك العلوم اكتملت في زمانها، وبالتالي لا يمكن القول إن هناك شاهدًا لغويًّا لم يكن معروفًا عند السابقين، أو القول إن هناك آيه قرآنية أو حديثًا نبويًّا لم يكن موجودًا من قبل! النوع الثاني (العلوم غير المحصورة)؛ مثل العلوم الطبيعية كالفيزياء والكيمياء والطب، وغيرها، فتلك علوم يمكن أن يكتشف فيها أشياء لم تكن معروفة لمن سبقهم.
إن الخلط الذي قام به شحرور هو أنه جعل العلوم المحصورة مثل العلوم غير المحصورة تمهيدًا ليتصدَّر هو ومن تبع مثل منهجه لها، فيعتقد أنه كما وجدت علوم متعلقة بالهندسة لم تكن موجودة على عهد الصحابة، فكذلك يمكن وجود أمور شرعية لم تكن معلومة بالنسبة لهم! وبما أن أرضيتنا المعرفية أكبر منهم فبالتالي يمكن إضافة تلك الأمور المستحدثة التي لم تكن معلومة بالنسبة لهم! وهذا الخلط من جانب شحرور بين العلوم المحصورة وغير المحصورة جعلته يتجاهل أو يتناسى أن علم الصحابة (رضي الله عنهم) باللغة العريية أكبر من علمنا بها، وكذلك علمهم بالأمور الشرعية والفقهية أكبر من علمنا، فكيف يجهل الصحابة شيئًا متعلقًا بالدين -وهم من عاصروا النبي- ويعلمه من جاء بعدهم؟! هذا شيء يتعارض مع التفكير المنطقي والعقل السليم، فمهما بحث هؤلاء الحداثيون فلن يجدوا إلهًا مغايرًا للإله الذي عبده الصحابة، ولن يجدوا تشريعًا مخالفًا لفهم الصحابة، أما جهل الصحابة بأمرٍ متعلق بعلم من العلوم الطبيعية فهذا شيء مسلَّم به بسبب تطور تلك العلوم.
الفكرة من كتاب بؤس التلفيق.. نقد الأسس التي قام عليها طرح محمد شحرور
يستعرض هذا الكتاب منهج واحدٍ من الشخصيات المثيرة للجدل على الساحة العربية، وهو “محمد شحرور” الذي تم تقديمه على شاشات التلفاز على أنه باحث ومفكر ومجدِّد للفكر الإسلامي، ليبيِّن لنا من خلال تتبُّع الأسس التي يقوم عليها منهجه أنه عابث بمفردات اللغة ومعانيها، ويقوم بتحريف معاني ألفاظ آيات القرآن الكريم بوضعه معاني لا تتحمَّلها تلك الألفاظ، إذ لما استحال تزييف كلمات القرآن وتغيير حروفه، لجأ شحرور ومن صار على نهجه إلى تحريف معانيه تحت اسم “قراءة معاصرة” للقرآن، ما أدى إلى إفراغ آيات القرآن من معانيها ومقاصدها مبتدعًا مقاصد ومعاني جديدة ما أنزل الله بها من سلطان، كما يبيِّن لنا الكاتب الأسس الفلسفية الفاسدة التي تبنَّاها شحرور ليُقيم عليها منهجه التلفيقي.
مؤلف كتاب بؤس التلفيق.. نقد الأسس التي قام عليها طرح محمد شحرور
يوسف سمرين: كاتب شاب له اهتمام كبير بالمجال الفكري والفلسفي، وله نشاط نقدي كبير، حيث صدرت له عدة مؤلفات، منها: “موقف ابن تيمية من نظرية الحادث”، و”تناقضات منهجية.. نقد أطروحة عدنان إبراهيم للدكتوراه”، إلى جانب كتابه “بؤس التلفيق”، كما أن له أعمالًا مسموعة مثل: “سلسلة مدخل إلى الفلسفة”.