أنا الفقير إليك
أنا الفقير إليك
وليس من باب للدخول على الله هو أوسع من باب الافتقار إليه والتذلُّل بين يديه، وأكثر ما يكون ذلك وقت المحن، بالإقرار بأنه الغني وأنك الفقير إليه، وبأنك ضعيف لا حول ولا قوة لك إلا به، ولا ملجأ لك منه إلا إليه، ولنا في قصة أشرف الخلق محمد (ﷺ) نموذج واضح في الافتقار إلى الله، لما أخرجه أهل الطائف وآذوه فبثَّ لله شكواه قائلًا: “اللهم إني أشكو إليك ضعف قوتي، وقلة حيلتي، وهواني على الناس، أنت رب المستضعفين وأنت ربي..”، إلى آخر نجواه، وهو النبي على قدره ومكانه عند الله، فما بالك بحالنا ونحن في غفلة، وما أحوجنا إذ نتذكَّر ذنوبنا للتضرُّع والتذلُّل بين يدي الله، والفرار من أنفسنا وشرورنا إليه سبحانه، لعله يغفر ذنوبنا ويقبلنا فننجو.
وما أحوجنا للافتقار إلى الله لما نجد وحشة في قلوبنا، وفي كل القلوب وحشة لا تنزاح إلا بالقرب من المولى (عز وجل) كما يقول ابن القيم: “إن في القلب شعثًا لا يلمه إلا الإقبال على الله، وعليه وحشة لا يزيلها إلا الأنس به في خلوته، وفيه حزن لا يذهبه إلا السرور لمعرفته وصدق معاملته”، وما يغنيك عن ذلك وأنت تدرك حال الدنيا، وأنها دار تعب ومشقة وفتن، وما يغيثك فيها إلا خالقك؟
فإذا استعنت فاستعن بالله، وتوكل عليه وحده، واغتنم أوقات إجابة الدعاء، والثلث الأخير من الليل، وتذلَّل بين يدي الله سبحانه.
الفكرة من كتاب هُبِّي يا ريح الإيمان
بعد أن فتَّ الضعف في عضد أمتنا، وكثرت الفتن والبلاءات والشهوات، حتى صرنا كما قال النبي كغثاء السيل، فقد نشأت الحاجة إلى ريح إيمانية تزيح عنا الضعف، وتنتشلنا من الشهوات، وتبثُّ فينا العزم والقوة، ليصح ديننا ويقوى إيماننا، ونعود خير أمة أخرجت للناس.
مؤلف كتاب هُبِّي يا ريح الإيمان
الدكتور خالد أبو شادي، دكتور صيدلي وداعية إسلامي مصري، ولد عام 1973 في محافظة الغربية، نشأ في الكويت ثم أكمل تعليمه الجامعي بمصر، وتخرج في كلية الصيدلة بجامعة القاهرة، اشتغل في دعوته على الجانب الروحي والإيماني وتزكية القلوب، وله عدد كبير من المؤلفات، والمرئيات على التلفزيون واليوتيوب.
من مؤلفاته:
ينابيع الرجاء.
صفقات رابحة.
أول مرة أصلي.
الحرب على الكسل.