حياء المؤمن
حياء المؤمن
وعلى المؤمن أن يكون حييًّا، يستحي من نفسه، التي ستشهد عليه في الآخرة، فعينه التي نظر بها إلى الحرام ستشهد عليه، ويده التي بطش بها، وقدمه التي سار بها إلى معصية، يقول تعالى: ﴿وَمَا كُنتُمْ تَسْتَتِرُونَ أَن يَشْهَدَ عَلَيْكُمْ سَمْعُكُمْ وَلَا أَبْصَارُكُمْ وَلَا جُلُودُكُمْ وَلَٰكِن ظَنَنتُمْ أَنَّ اللَّهَ لَا يَعْلَمُ كَثِيرًا مِّمَّا تَعْمَلُونَ﴾.
ويستحي من كل خلق الله، فكل الخلائق تسبِّح بحمد الله وتعظِّمه، وبنو الإنس ما قدروا الله حق قدره، وقد وعى التابعي عبد الله بن عون المصري ذلك فكان يقول: “أما يستحي أحدكم أن تكون دابته التي يركب وثوبه الذي يلبس أكثر ذكرًا لله منه؟”، والمؤمن يستحي كذلك من الملائكة عن يمينه وشماله، وهم يكتبون كل ما يفعل، ويستحي من الناس وبخاصةٍ الصالحين فيهم، يقول النبي (ﷺ): “أوصيك أن تستحي من الله تعالى كما تستحي من الرجل الصالح من قومك”.
وأخيرًا يستحي من الله (عز وجل)، الذي يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور، ويستحضر دومًا أن الله معه، وأنه ناظره وشاهده، ويستحضر نعمة الله عليه، ويعلم أن الدنيا كلها بمن فيها وما فيها لا تساوي عند الله جناح بعوضة، فما بالك بفرد منا في هذا الكون الفسيح، فاعلم قدرك وعظم قدر خالقك، واحذر أن تكون ممن إذا خلوا بمحارم الله انتهكوها فيحبط عملك، وداوِم على عبادات السر واجعل بينك وبين الله خبيئة.
الفكرة من كتاب هُبِّي يا ريح الإيمان
بعد أن فتَّ الضعف في عضد أمتنا، وكثرت الفتن والبلاءات والشهوات، حتى صرنا كما قال النبي كغثاء السيل، فقد نشأت الحاجة إلى ريح إيمانية تزيح عنا الضعف، وتنتشلنا من الشهوات، وتبثُّ فينا العزم والقوة، ليصح ديننا ويقوى إيماننا، ونعود خير أمة أخرجت للناس.
مؤلف كتاب هُبِّي يا ريح الإيمان
الدكتور خالد أبو شادي، دكتور صيدلي وداعية إسلامي مصري، ولد عام 1973 في محافظة الغربية، نشأ في الكويت ثم أكمل تعليمه الجامعي بمصر، وتخرج في كلية الصيدلة بجامعة القاهرة، اشتغل في دعوته على الجانب الروحي والإيماني وتزكية القلوب، وله عدد كبير من المؤلفات، والمرئيات على التلفزيون واليوتيوب.
من مؤلفاته:
ينابيع الرجاء.
صفقات رابحة.
أول مرة أصلي.
الحرب على الكسل.