الحلفاء الثلاثة
الحلفاء الثلاثة
للياقة البدنية أهمية كبيرة في الوقاية من الاضطرابات النفسية والجسمية، ولكن ينبغي تصحيح المفاهيم الخاطئة عن اللياقة؛ فبعض الناس يبالغون في الممارسات الرياضية بغرض إنقاص الوزن أو تحقيق أرقام قياسية فيكون هذا على حساب الصحة وإنهاك البدن ويؤدي إلى مزيد من التوتر والضغط، كما لا تساوي اللياقة مفهوم الصحة العامة؛ فالرياضة على أهميتها لا تحقق بالضرورة المستوى الصحي المطلوب، ويوجد نوعان من التمارين: تمارين هوائية (إيروبيكس)، كالتنفس العميق المنتظم والسباحة؛ وهي تمد الجسم بالأكسجين وتمدُّه بالحيوية والطاقة وتخلِّصه من الدهون الضارة.. وتمارين قوة كالملاكمة وكرة القدم التي تكون متقطعة وتستهلك جلوكوز الجسم ولا تمدُّه بالأكسجين، فهذا النوع من التدريبات لا يحقِّق الأهداف المطلوبة للصحة النفسية، وأثبتت الأبحاث أن التمارين الرياضية المنتظمة لمدة طويلة تزيد إفراز الإندورفين؛ وهو مورفين طبيعي يعمل على القدرة على تحمل الألم بنوعيه وتحسين المزاج.
لا ترتبط الصحة النفسية والبدنية والمزاج العام للشخص بكمية ونوعية ما تأكل فحسب، بل وبتحقيق الانسجام بين العناصر الغذائية المختلفة، فمثلًا تحتاج الكربوهيدرات إلى وسط قلوي لهضمها، وتحتاج البروتينات إلى وسط حمضي، فالأفضل عدم خلطهما في وجبة واحدة لأن الانسجام بين وسطين متضادين في وقت واحد غير ممكن، ما يؤدي إلى سوء الهضم وقابلية الطعام للتخمُّر والعفونة، مع ضرورة الإكثار من الأطعمة الغنية بالماء والفيتامينات كالفواكه والخضراوات.
يسبِّب الأرق المتواصل الإجهاد الذهني والبدني وضعف الذاكرة والقدرات المعرفية وقلة التركيز ونقص المناعة، واللجوء إلى العقاقير مفيد وآمن إذا كان لفترات قصيرة، أما على المدى البعيد فينذر بمخاطر الإدمان والآثار الجانبية، ويمكن بدلًا من ذلك التدرُّب على الدخول في نوم صحي وهادئ من خلال تقليل الأنشطة البدنية والذهنية في الساعات الأخيرة قبل النوم وعدم تناول المنبهات كالقهوة، وتحديد زمن للنوم واليقظة، والاهتمام بمكان النوم هادئ ومريح ومنخفض الضوء والحرارة، وجعل وظيفته مقصورة على النوم فقط، والابتعاد عن التفكير فيما حدث وما سيحدث، بل ممارسة الاسترخاء العميق والتركيز في النوم، ولا تقاوم إن ظللت تتقلَّب في الفراش، بل قم إلى مكان آخر حتى تشعر بالحنين إلى الفراش.
الفكرة من كتاب السعادة في عالم مشحون بالتوتر وضغوط الحياة
نواجه في حياتنا اليومية الكثير والكثير من الضغوط والقلاقل والمنغِّصات والخبرات السيئة التي تسلبنا الراحة والطمأنينة، وتتغذى على اتزاننا النفسي وصحتنا البدنية والعقلية وتؤثر بالسلب في وظائفنا المهنية وأدوارنا الاجتماعية، والأهم من ذلك أنها تحرمنا الشعور بالسعادة والاستمتاع بالحياة والرضا عنها، وقديمًا قال الشاعر العربي: “كلُّ ابنِ همٍّ بليةٌ عمياءُ”.. ويقدم لنا الدكتور عبد الستار إبراهيم -بخبرته الطويلة- توصيفًا لمشكلات القلق والاكتئاب والانزواء على الذات واضطراب العلاقات الاجتماعية، ويطرح أساليب مُجَرَّبة لتحسين حياتنا ومواجهة مشاكلها ومنغصاتها لفتح النوافذ أمام نسمات السكينة والاطمئنان والسعادة.
مؤلف كتاب السعادة في عالم مشحون بالتوتر وضغوط الحياة
الدكتور عبد الستار إبراهيم: أستاذ العلوم النفسية واستشاري الصحة النفسية والعلاج النفسي بالمركز الطبي التابع لجامعة الملك فهد، وزميل بكثير من الجمعيات العلمية العالمية في علم النفس والصحة النفسية كالجمعية النفسية الأمريكية، وأكاديمية العلوم والفنون والآداب بولاية ميشجان، وجمعية الصحة العقلية التابعة لمنظمة الصحة الدولية، وقد وُلِد في قرية الزينية بالأقصر، وتخرج في قسم علم النفس بكلية الآداب جامعة عين شمس ١٩٦٢، ونال الدكتوراه في علم النفس من جامعة القاهرة ١٩٧٢، ونشر كثيرًا من الكتب والأبحاث الجامعية والثقافية وعلم النفس والعلاج النفسي للقارئ العام والمتخصص، ومُنِح كثيرًا من الجوائز التقديرية والشرفية من مؤسسات أمريكية وبريطانية.
من مؤلفاته:
– القلق قيود من الوهم.
– الحكمة الضائعة.. الإبداع والاضطراب النفسي والمجتمع.