التشريعات ومقتضيات الإيمان
التشريعات ومقتضيات الإيمان
إذا تأملنا في سورة الفاتحة نجد أنها تناولت قضية الهداية والسير على الصراط المستقيم، وفي ذلك تمهيد وتلخيص لكل ما سيتم تفصيله في القرآن الكريم؛ من البقرة إلى الناس، واختتمت السورة بطلب الهداية، ثم يأتي تفصيل كيفية حصول المسلم على الهداية من خلال سورة البقرة، والتي تستعرض خطوات السير على هذا الطريق، منها: الإيمان الذي يصدقه العمل، فالتشريعات إنما هي اختبارات لصدق ادعاء الإيمان، والتسليم لله مع الاعتقاد التام في أن اختيار الله هو الخير، وإن خالف هوى الإنسان أو مراده.
وليس الهدف من التشريعات تكدير النفس البشرية أو تعكير صفوها، وإنما الهدف يكمن في اختبار امتثال النفس للأمور التعبدية، والتسليم لله حتى مع غياب الهدف من التشريع، فالعديد من التشريعات تشمل التيسير والرُخَص، كما في الصيام والحج والصلاة وغيرها، ومن مقتضيات اختبار الإيمان؛ اختبار الثبات في أوقات الرخاء أو الشدة وعدم تبدُّل ردود الأفعال حسب ما يخدم المصلحة، وكذلك سرعة الاستفاقة في مواطن الخطأ.
يتأكد هذا المعنى في غزوة أُحد، فبالرغم من تجرُّع الهزيمة؛ فإن المسلمين استجابوا للنداء الثاني في غزوة حمراء الأسد؛ برغم ما بهم من قرح، والتي شاء الله فيها النصر المعنوي والمادي من دون جهاد، ولعل الدرس الأكبر المُستفاد هنا هو سرعة الاستفاقة، والمبادرة بتصحيح المسار إن كان السير في الطريق الخطأ، ولو توانى المسلمون في الامتثال لأمر الله، لتجرعوا الهزيمة مجددًا، وتعقد الموقف.
الفكرة من كتاب وقت مستقطع.. تأملات قرآنية في واقع مضطرب
يهدف المؤلف إلى تصحيح بعض الموازين المغلوطة عند الناس، وذلك عن طريق استقطاع بعض من الوقت للوقوف على تلك الإشكاليات، مُستندًا إلى أضواء من الكتاب والسنة المحمدية؛ بهدف ضبط بوصلة الفرد المسلم، ومنها إلى الارتقاء بالمجتمع الإسلامي ككل، مؤكدًا أهمية حرص المسلم على تحصيل حد أدنى من العلوم الشرعية في الأصول الأساسية، والتي لا غنى عنها لكل فرد، مع الصبر على الفتن ومواجهة التحديات التي تصيب الإنسان كجزء والمجتمع ككل.
مؤلف كتاب وقت مستقطع.. تأملات قرآنية في واقع مضطرب
معتز عبد الرحمن: مهندس إنشائي مصري، تخرج في كلية الهندسة بجامعة القاهرة عام 2007، له العديد من المقالات المنشورة في مواقع إلكترونية مختلفة، مثل: البديل ومنبر الشرق، وقصة الإسلام.
للمؤلف كتابان: “وقت مستقطع.. تأملات قرآنية في واقع مضطرب”، و”أزمة البخاري”.