الحمض النووي وتفنيد مبرهنة القرد
الحمض النووي وتفنيد مبرهنة القرد
شارك “أنتوني فلو” في آخر مناظرة له في عام 2004 وفاجأ الجميع وأعلن خلالها أنه يقبل بوجود إله لهذا الكون، حيث إن المعطيات الحديثة تشير إلى وجود “ذكاء خارق” أنتج هذا الكون العظيم، وبيَّن أن اكتشاف الحمض النووي DNA أظهر أن هناك تعقيدًا شديدًا غير قابل للتصديق للترتيبات اللازمة لخلق الحياة، والذي يوجب أن يكون هناك ذكاء خارق يجعل هذه العناصر المختلفة تعمل معًا، فالتعقيد الشديد والدقة الهائلة في طرق تفاعل العناصر بعضها مع بعض، واجتماع الأمرين معًا لا يمكن أن ينتج عن طريق الصدفة.
كما أوضح أنتوني أنه تأثَّر بتفنيد ما يعرف بـ”مبرهنة القرد”، حيث يعد هذا التفنيد لتلك المبرهنة ردًّا قاطعًا على حدوث الحياة عن طريق الصدفة، حيث يستخدم القائلون باحتمالية حدوث الحياة عن طريق الصدفة مبرهنة القرد التي تزعم أنه يمكن عن طريق عبث مجموعة من القردة على لوحة مفاتيح الكمبيوتر أن ينتج في النهاية سونيتة لشكسبير، وهذا الزعم تدحضه التجربة التي قام بها “المجلس الوطني البريطاني للفنون”، حيث تم وضع كمبيوتر في قفص بداخله ستة قرود، وبعد عبث القرود به لمدة شهر أنتجت خمسين صفحة مكتوبة لكن دون كلمة واحدة! وقد علَّق عالم اللاهوت “شرودر” على تلك التجربة بأن نتيجتها تثبت بطلان القول بالصدقة، فالقردة لم تستطع أن تكتب أي كلمة، رغم أن الكلمة في اللغة الإنجليزية يمكن أن تتكون من حرف واحد فقط (i , a) إذا كان قبل أيٍّ منهما مسافة وبعده مسافة.
الفكرة من كتاب هناك إله .. كيف غيرَّ أشرس ملحد رأيه؟
ظل “أنتوني فلو” لمدة نصف قرن يدافع عن الإلحاد في كل مكان وفي كل مناسبة، مصرحًا بأنه لا يوجد إله لهذا الكون، حتى أنه كان يُعد من أشرس الملاحدة في القرن العشرين، وفي عام 2004 أعلن -فلو- لأول مرَّة أنه يؤمن بوجود إله لهذا الكون، إلا أن الملاحدة أمثال “ريتشارد دوكينز” قاموا باتهام “فلو” بأنه قد أصابه الخَرَف بسبب كبره في السن، وخوفه مما سيؤول إليه بعد الموت، إلا أن “فلو”، وردًّا عليهم كتب هذا الكتاب ليبيِّن لهم وللجميع أنه ألحد عندما كان الدليل الذي بين يديه يشير إلى عدم وجود إله، وأنه الآن قد توافرت العديد من الأدلة التي تشير إلى وجود الإله، وأنه يتبع الدليل حيثما يقوده، حيث يجب على الفيلسوف أن يتبع الدليل أينما يقوده، وهذا ما طبَّقه أنتوني فلو.
مؤلف كتاب هناك إله .. كيف غيرَّ أشرس ملحد رأيه؟
أنتوني فلو ، هو فيلسوف بريطاني، عمل مدرسًا للفلسفة في جامعة أكسفورد، عاش أغلب حياته ملحدًا، إلا أنه في عام 2004 أعلن أنه أصبح مؤمنًا بوجود إله، تُوفِّي عام 2010، ومن أهم كتبه وأشهرها: “هناك إله”.
معلومات عن المترجم:
الدكتور صلاح الفضلي، حاصل على بكالوريوس في علوم الكمبيوتر، إلى جانب أنه حاصل على درجة الماجستير في الفلسفة.