مارك توين المؤلف والكاتب
مارك توين المؤلف والكاتب
تعلم “مارك توين” في مكتب الصحيفة التي كان يمتلكها أخوه، وذلك بعد أن تدرَّب على الطباعة في مقر صحيفة “هانيبال كورير” عند السيد “أيمنت” محرر الصحيفة ومالكها، وعمل عند أخيه مقابل ثلاثة دولارات ونصف في الأسبوع، وقد جاهد أخوه طيلة أربع سنوات لإبقاء تلك الصحيفة، وفي النهاية تنازل عنها لصالح السيد جونسون، ثم ذهب “توين” إلى سان لويس في عام 1853 وعمل في جريدة “أخبار المساء” لمدة من الزمن، ثم عمل في مكتب صغير للطباعة في كيوكوك في آيوا، وذلك في عام 1854، ثم عمل بعد ذلك على متن سفينة عمومية سريعة بين نيو أورليانز وسان لويس اسمها “بنسلفانيا”، وجاب “مارك توين” بعدها البلاد بحثًا عن الفضة، ثم ذهب إلى نيفادا للعمل في صحيفة إنتربرايز في أواخر عام 1862 أو أوائل 1863، بعد ذلك بعامين عمل مراسلًا في سان فرانسيسكو لدى صحيفة مورننغ كول، وكان عملًا مضنيًا لا يحتمله كسول مثل “مارك توين”.
بدأت تجربة “مارك توين” كمؤلف وكاتب في وقت مبكر من عام 1867، وذلك بعد أن جاء إلى نيويورك قادمًا من سان فرانسيسكو، ورغم تلك البداية المبكرة فإنه لم يملك شغف البدايات، وإنما كان معتمدًا على تشجيع “تشارلز ويب” له، وقد قام بتجميع مشاهد العمل الأول لتوين بنفسه، لكن “مارك توين” تعرض للرفض من قبل أول ناشر لعمله وهو السيد كارلتون، لكن “ويب” أصر على نشر الكتاب، فأخرجه في حجم صغير بلون أزرق وذهبي وأسماه “ضفدع مقاطعة كالفيراس، وقصص أخرى” وكان ثمن النسخة دولارًا وربع الدولار، ثم بدأت عروض دور النشر تأتيه.
الفكرة من كتاب مارك توين.. سيرة ذاتية
يُقدِّم الكاتب الأمريكي “مارك توين” لسيرته الذاتية بأسلوبه الأدبي المشوِّق، ليجذب إليه نظر القارئ من الوهلة الأولى، فيقول: “سأضع في اعتباري في هذه السيرة الذاتية أني أتحدث إليكم من وراء القبر، وأني سوف أكون في عداد الأموات حين يصدر هذا الكتاب.. لقد بدا لي أنه يمكنني أن أتحدث بمطلق الراحة والحرية -كما لو كنت أكتب رسالة غرامية- في حال تأكد لي أنَّ ما سأكتبه لن تقع عليه عين إلا بعد وفاتي وتحرُّري من قيود هذه الدنيا”.
إن ما يجعل أي سيرة ذاتية جديرة بالقراءة هو الصدق والقرب ومقدرة الإنسان على أن يجعل القارئ مُشاركًا له في همِّه، وقد استطاع مارك توين في سيرته الذاتية أن يجعلنا مشاركين معه في ألمه وسخريته في ذات الوقت، على الرغم من مرور قرن من الزمان على أحداثها الحقيقية الحية.
مؤلف كتاب مارك توين.. سيرة ذاتية
مارك توين: واسمه الحقيقي “صمويل لانغهورن كليمنس”، هو كاتب أمريكي ساخر، ولد في 30 نوفمبر 1835، وتوفي في 21 أبريل 1910، وقد نُقِلت عنه الكثير من الأقوال المأثورة والساخرة، وكان صديقًا للعديد من الرؤساء والفنانين ورجال الصناعة وأفراد الأسر المالكة الأوروبية، ووصف بعد وفاته بأنه “أعظم الساخرين الأمريكيين في عصره”، كما لقَّبه وليم فوكنر بأبي الأدب الأمريكي.
أهم أعماله: “مغامرات هكلبيري فين” (1884) التي وصفت بأنها “الرواية الأمريكية العظيمة”، و”مغامرات توم سوير” (1876).