قصة والديه
قصة والديه
والد “مارك توين” هو “جون مارشال كليمنس”، وهو من فرجينيا، ووالدته هي “جين لامبتون” من كنتاكي، تزوَّجا في عام 1823 في لكسنغتون، وانتقل الزوجان معًا إلى قرية جيمستاون الجبلية، حيث ولد إخوة “توين” الكبار، أما هو فقد ولد في “ميزوري” بعد ذلك بكثير، عندما توفي الوالد في عام 1847 ترك لهم ميراثًا من مساحات واسعة من الأرض بالقرب من جيمستاون عبارة عن خمسة وسبعين ألف فدان، وكان يرجو أن يرتفع ثمنها فيما بعد وينتفع بها أبناؤه، ثم حدثت أزمة اقتصادية كبرى في عام 1834 خسر فيها والد “مارك توين” أمواله، فغادر هو وأفراد أسرته نحو الغرب الأقصى، حتى وصل إلى قرية فلوريدا في ولاية ميزوري، ثم أدار هناك متجرًا لعدة سنوات، وولد “توين” في ذلك الحين، ثم انتقل الوالد إلى هانيبال وعمل موظفًا في المحكمة، وظل يفكِّر بأرضه حتى وهو على فراش الموت معتقدًا أنها ستجعلهم جميعًا أغنياء وسعداء.
توفِّيت والدة “مارك توين” في الثامنة والثمانين من العمر في عام 1890، بعد معركة في الحياة خاضتها بقوة دون تقصير، وكانت والدته التي يحب الحديث عنها؛ هي أول وأقرب صديقة إلى نفسه، وذلك منذ كانت في الأربعين وكان هو في الثامنة، لقد كانت ضئيلة الجسم لها قلب كبير يتسع للجميع، وكان أمر العالم يشغلها بكل ما فيه طيلة حياتها، وكان اهتمامها بالبشر والحيوان صادقًا ومخلصًا، اهتمامًا مليئًا بالمودة، فتعذر أسوأ الناس خلقًا، وكأنها خلقت كي تكون صديقة للجميع، وقد عانت والدة “مارك توين” بسببه كثيرًا، ورغم هذا كانت قيمته عندها كبيرة، وكان كثير الخجل في سنه الصغيرة لا يخالط الفتيات، أما عن كثرة مرضه في طفولته والتي قاست منها والدته فقد سألها يومًا هل خافت عليه من ألا يبقى، فأجابته بأنها خافت عليه من أن يبقى!
الفكرة من كتاب مارك توين.. سيرة ذاتية
يُقدِّم الكاتب الأمريكي “مارك توين” لسيرته الذاتية بأسلوبه الأدبي المشوِّق، ليجذب إليه نظر القارئ من الوهلة الأولى، فيقول: “سأضع في اعتباري في هذه السيرة الذاتية أني أتحدث إليكم من وراء القبر، وأني سوف أكون في عداد الأموات حين يصدر هذا الكتاب.. لقد بدا لي أنه يمكنني أن أتحدث بمطلق الراحة والحرية -كما لو كنت أكتب رسالة غرامية- في حال تأكد لي أنَّ ما سأكتبه لن تقع عليه عين إلا بعد وفاتي وتحرُّري من قيود هذه الدنيا”.
إن ما يجعل أي سيرة ذاتية جديرة بالقراءة هو الصدق والقرب ومقدرة الإنسان على أن يجعل القارئ مُشاركًا له في همِّه، وقد استطاع مارك توين في سيرته الذاتية أن يجعلنا مشاركين معه في ألمه وسخريته في ذات الوقت، على الرغم من مرور قرن من الزمان على أحداثها الحقيقية الحية.
مؤلف كتاب مارك توين.. سيرة ذاتية
مارك توين: واسمه الحقيقي “صمويل لانغهورن كليمنس”، هو كاتب أمريكي ساخر، ولد في 30 نوفمبر 1835، وتوفي في 21 أبريل 1910، وقد نُقِلت عنه الكثير من الأقوال المأثورة والساخرة، وكان صديقًا للعديد من الرؤساء والفنانين ورجال الصناعة وأفراد الأسر المالكة الأوروبية، ووصف بعد وفاته بأنه “أعظم الساخرين الأمريكيين في عصره”، كما لقَّبه وليم فوكنر بأبي الأدب الأمريكي.
أهم أعماله: “مغامرات هكلبيري فين” (1884) التي وصفت بأنها “الرواية الأمريكية العظيمة”، و”مغامرات توم سوير” (1876).