من أجل القراءة
من أجل القراءة
إن القراءة من أهم سبل المعرفة، وإن انحدار حال الناس وسوء الحالة الاقتصادية شغلتهم عن تحصيل العلم والقراءة ودفعتهم دفعًا إلى تحصيل حاجاتهم الأساسية من طعام وشراب، ويعالج المؤلف هذه القضية من خلال خمسة محاور:
الدافع
الفرق بيننا وبين القرون الأولى أنهم كانوا ينظرون إلى طلب العلم على أنه من أفضل القربات إلى الله عز وجل، أما نحن فنعدُّه لونًا من الرفاهية أو خيارًا من الخيارات المطروحة، إما أن أفعله أو لا، فمتى ما تعاملنا مع القراءة وطلب العلم عمومًا بنوع من الجدية؛ تتولد الدوافع.
تكوين عادة القراءة
تكون البدايات دائمًا شاقة، لأن الثمرة لا تكون كبيرة، ولكن يقيننا أن مرحلة البداية مؤقتة وأن النتائج تتعاظم بعد ذلك شيئًا فشيئًا سوف يدفعنا على الأقل إلى الاستمرار ولو قليلًا، وكذا فإن تحويل القراءة إلى لون من ألوان الاكتشاف يجعلها أكثر متعةً من مما ييسر الطريق علينا.
توفير الكتاب
إذا تكلمت مع أي أحد خصوصًا هذه الأيام عن أهمية القراءة وما إلى ذلك، يقول لك: “جميل! أوافقك الرأي، ولكن أنت تعلم صعوبة المعيشة وارتفاع أسعار الكتب.. إلخ”، ولو تمهل- كما يوضح الكاتب- قليلًا وفتش في مصروفات شهره لوجد مالًا كثيرًا أضاعه في أشياء غير مفيدة، وهو لا يحتاج إلا 2% فقط من المصروف لتكوين مكتبة ليست صغيرة في زمان قصير. ولا ننفي دور المجتمع والمنظمات العامة والخاصة في حل هذه المشكلة، كأن توفر مثلًا طبعات رخيصة الثمن، أو فتح أبواب الاستعارة في المكتبات العامة، أو أن يكون في كل شركة قسم خاص بما يحتاج إليه موظفو المكان من كتب ومراجع مثلًا.
توفير وقت للقراءة
لا يمكن أن يحتاج شخص يملك هاتفًا به عدد لا بأس به من تطبيقات التواصل الاجتماعي أنه لا يمكن أن يوفر ساعة يوميًّا للقراءة! إذا وقف مع نفسه وقفة صادقة واجتهد فسيوفر ساعات. يقول الكاتب: “أصدق مع نفسك، واعلم أنك محاسب على وقتك فراقبه”.
تهيئة جو القراءة
تقلل الوضعية غير المريحة والمكان غير المناسب من إمكانية استمرار القراءة؛ لذا يقدم المؤلف بعض الأمور التي ينبغي أن يهتم بها القارئ:
أن يكون مكان القراءة نظيفًا مريحًا جميلَ المنظر.
أن تكون تهوية المكان جيدة ودرجة حرارته مناسبة.
أن يكون المكان بعيدًا عن الضوضاء داخل المنزل وخارجه.
يفضل أن تكون المراجع التي يظن أنك ستحتاج إليها على مكتبه.
يفضل أن يأخذ قسطًا من الراحة في أثناء القراءة.
الفكرة من كتاب القراءة المثمرة
إن الولع بالمزيد من الاطلاع يُعدُّ أحدَ الحلول المهمة للأزمة الحضارية التي تعانيها الأمة، فإذا أمعنا النظر في واقع الأمم الغالبة المسيطرة اليوم، للمسنا لأول وهلة أنها اعتمدت على التعليم وتيسير سبل المعرفة كأساس لتقدّمها الحضاري.
ولا شك أن القراءة هي من أهم سبل التثقف وتحصيل المعرفة، فجاء هذا الكتاب إيمانًا بذلك، في محاولة لتأصيل هذه الفكرة ومناقشة الموانع وطرح الحلول.
مؤلف كتاب القراءة المثمرة
عبد الكريم بن محمد الحسن بكّار، ولد عام 1951 بمحافظة حمص السورية.
ويعدُّ من المؤلفين البارزين في مجالات التربية والفكر الإسلامي، إذ يسعى إلى تقديم طرح مؤصل ومجدد لمختلف القضايا ذات العلاقة بالحضارة الإسلامية وقضايا النهضة والفكر والتربية والعمل الدعوي.