الفوضى الاجتماعية
الفوضى الاجتماعية
يرى غينون أن العالم الغربي يعيش حالة من الفوضى في المجال الاجتماعي، فلم يعد هناك أحد من الناس يجد المكانة التي تناسبه داخل المجتمع، وأصبح الناس يعملون فيما لا يُحسنون، ويرى غينون أن السبب في هذه الفوضى هو إنكار الفوارق الطبيعية الموجودة بين البشر وإلغاء الطبقات تحت اسم “المساواة”، ومن هنا ينتقد المؤلف فكرة المساواة ويعتبرها مبدأ كاذبًا لأنه يتعذَّر وجود كائنين متمايزين وفي نفس الوقت متشابهين.
ويرى الكاتب أن أفكارًا مثل المساواة والتقدم والديمقراطية هي أفكار زائفة أسهمت في رعاية العقل الحديث المعادي للتقليد، ويراد منها إحداث ردات فعل عاطفية والتأثير في الجماهير.
ويربط غينون فكرة المساواة بفكرة الديمقراطية لأن جوهر الديمقراطية يقوم على أن أي فرد يساوي فردًا آخر، وأن الأغلبية هي التي تكوِّن السلطة، وبالتالي يصبح الكم هو المعيار لا الكفاءة، فالديمقراطية فكرة زائفة لأن الشعب في الحقيقة لا يملك السلطة، وبالتالي لا يستطيع منحها، فالسلطة الحقيقية لا يمكن أن تأتي إلا من أعلى، وحتى تكتسب أي سلطة الشرعيةَ اللازمة تحتاج إلى تصديق من قِبل شيء أعلى من المستوى الاجتماعي وهو السلطة الروحية، لكن المهارة الكبرى للحكام في العالم الحديث تظهر في قدرتهم على خداع الشعب أنه يحكم نفسه بنفسه، وهذا الخداع يتم من خلال فكرة الاقتراع العام الذي يؤكد أن رأي الأغلبية هو الآمر والناهي، لكن المؤلف يرى أن رأي الأغلبية يتأثر بالعاطفة لا العقلانية وأن السياسيين يستغلون هذا فيقومون بتوجيه هذا الرأي وتعديله.
الفكرة من كتاب أزمة العالم الحديث
يناقش غينون الأزمة التي يمر بها العالم الحديث، ويشير إلى أن سبب هذه الأزمة يتلخَّص في الانقطاع عن التراث والجوانب الروحية، ففي هذا الكتاب، يركِّز غينون على التدهور الذي أنتجه العقل الغربي الحديث في مجالات العلوم والفلسفة والاجتماع والسياسة، ويعرض نماذج من هذا التدهور الذي يظهر في: العلم الدنيوي، والفردانية، والفوضى الاجتماعية، وغيرها، كما يشير الكاتب أيضًا إلى وجهة نظره في كيفية الخروج من هذه الأزمة.
مؤلف كتاب أزمة العالم الحديث
رينيه غينون: كاتب ومفكر فرنسي وُلد في نوفمبر عام 1886، تأثَّر بالعقائد الشرقية وعلى رأسها الصوفية، اعتنق الإسلام عام 1912 وسمى نفسه “عبد الواحد يحيى”، ذهب إلى الجزائر عام 1917 حيث درَّس الفلسفة في إحدى الجامعات هناك، ثم سافر إلى مصر عام 1930 حيث استقر فيها وحصل على جنسيتها وتوفي فيها عام 1951.
من أشهر مؤلفاته: “الشرق والغرب”، و”هيمنة الكم وعلامات آخر الزمان”.
معلومات عن المترجمين:
عدنان نجيب الدين: باحث أكاديمي ومترجم وأستاذ الفلسفة المعاصرة في الجامعة اللبنانية، ولد عام 1951 في بيروت، عمل في مجال التعليم وحاضر في الفلسفة والترجمة.
والشيخ جمال عمَّار