الفردانية
تعني الفردانية إنكار أي مبدأ أعلى من الفرد، وبالتالي اختزال الحضارة في العنصر الإنساني فقط، هذه الفردانية هي نفسها الإنسانوية التي ظهرت في عصر النهضة، ومن نتائج الفردانية: إنكار الحدس العقلي والجانب الروحاني لأنها ملكات أعلى من الفرد، ووضع العقل فوق كل شيء لأنها ملكة إنسانية، بل حتى العقل أصبح غير مقبول إلا بمقدار قدرته على تكييف المادة لصنع مخترعات جديدة، ولذلك اعتبر غينون الفردانية هي السبب الأساسي للانحطاط الحالي للغرب، هذه العقلية التي تركز على الدنيا والإنسان كانت موجودة في العصور السابقة، لكنها كانت محدودة وشاذة، أما اليوم أصبحت هي العقلية المنتشرة في العالم الغربي.
ويشير المؤلف إلى أن العقل المعادي للتقليد الذي أنتجته الفردانية هو عقل معادٍ للدين لأن الدين شكل خاص من التقليد، وهذا العقل يقوم بتصغير حجم الدين ومنحه مكانة محدودة حتى لا يؤثر في باقي جوانب الحياة، ولكنه يرى أن حفظ العقيدة يحتاج إلى تعليم تقليدي ليضمن حفظ التفسير الأصولي، كما أن المؤهلين للكلام باسم عقيدة معيَّنة لا يُفترض بهم الحديث مع الدنيويين أو الخوض في حرب كلامية معهم، بل عليهم فقط أن يعرضوا العقيدة كما هي على هؤلاء القادرين على فهمها.
الفكرة من كتاب أزمة العالم الحديث
يناقش غينون الأزمة التي يمر بها العالم الحديث، ويشير إلى أن سبب هذه الأزمة يتلخَّص في الانقطاع عن التراث والجوانب الروحية، ففي هذا الكتاب، يركِّز غينون على التدهور الذي أنتجه العقل الغربي الحديث في مجالات العلوم والفلسفة والاجتماع والسياسة، ويعرض نماذج من هذا التدهور الذي يظهر في: العلم الدنيوي، والفردانية، والفوضى الاجتماعية، وغيرها، كما يشير الكاتب أيضًا إلى وجهة نظره في كيفية الخروج من هذه الأزمة.
مؤلف كتاب أزمة العالم الحديث
رينيه غينون: كاتب ومفكر فرنسي وُلد في نوفمبر عام 1886، تأثَّر بالعقائد الشرقية وعلى رأسها الصوفية، اعتنق الإسلام عام 1912 وسمى نفسه “عبد الواحد يحيى”، ذهب إلى الجزائر عام 1917 حيث درَّس الفلسفة في إحدى الجامعات هناك، ثم سافر إلى مصر عام 1930 حيث استقر فيها وحصل على جنسيتها وتوفي فيها عام 1951.
من أشهر مؤلفاته: “الشرق والغرب”، و”هيمنة الكم وعلامات آخر الزمان”.
معلومات عن المترجمين:
عدنان نجيب الدين: باحث أكاديمي ومترجم وأستاذ الفلسفة المعاصرة في الجامعة اللبنانية، ولد عام 1951 في بيروت، عمل في مجال التعليم وحاضر في الفلسفة والترجمة.
والشيخ جمال عمَّار